جويل بو يونس – “الديار”:
لم تكن غالبية الاستحقاقات المفصلية تمر من دون ان يكون للنائب الزحلي في تكتل الجمهورية القوية سيزار المعلوف بصمة ما فكانت غالبا مواقف «القيصر المشاكس المشاغب» في صفوف القواتيين والتي تظهر مدى تمايزه عن زملائه باستقلاليته وعدم التزامه الحزبي، ورفضه الانصياع لاوامر لا تعبر عن ارادته وقناعته الشخصية، عند كل استحقاق او حدث سياسي تشعل الجبهات ولو بصمت على خط زحلة معراب.
فمن منا لا يذكر تغريد القيصر خارج السرب القواتي عند انتخابه بري رئيسا لمجلس النواب، ما خلق انزعاجا قواتيا لم يرق الى مستوى الخلاف ولو ان النائب فادي سعد الذي قال يوما ان قرار المعلوف لم يمر مرور الكرام عند رئيس حزب القوات ما دفع المعلوف للرد حينها عليه بكلام عالي النبرة مفاده: فسرلي شو يعني ما مر مرور الكرام، ليضيف: انا لست غنما عند احد!
هذه العاصفة السياسية التي احدثها المعلوف سابقا اضيفت لها دفاعه عن رئيس الجمهورية يوم تكلف الحريري وعجز عن التأليف، علما ان موقف المعلوف من الحريري واضح وهو انه مع الاقوى بطائفته، اذ خرج ليقول كلاما لم تستسيغه القوات ومفاده: ما يكون مفكر الحريري ميشال عون ميشال سليمان، العناد ما بيمشي مع ميشال عون ورئيس الجمهورية منو باش كاتب عند حدا!
– هذه المواقف التي تمايز بها المعلوف عن زملائه دفعت ببعض المتابعين بوقتها للتساؤل: هل من يتحدث نائب قواتي او عوني؟!
الى هذا كله اضف الى ان مهاجمة المعلوف لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وكتابته تغريدة عبر تويتر تصوب ضده دفع بالمسؤولة الاعلامية السابقة بالقوات شانتال سركيس للطلب من المعلوف حذف التغريدة، تصريحات المعلوف غير المتماشية وغير المنصاعة والمتمردة احيانا على اوامر الماكينة الانتخابية القواتية، اثارت غضبا قواتيا انفجر مع تصريح الاخير على خلفية السفن الايرانية التي ابحرت احداها محملة بالمازوت الايراني فخرج القيصر ليعلن بتصريح تلفزيوني: اهلا بالنفط الايراني اذا كان سيكون لكل اللبنانيين مش احسن ما ننذل؟ ويضيف: ايران ليست عدوة للبنان… حتى من طالبان بقبل نفط!
ما كاد المعلوف ينهي كلامه حتى اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي غالبيتها مرحبة بجرأته الذي ذهب هذه المرة بتمايزه عن القوات بعيدا بعدما كان جعجع هاجم خطوة السيد نصر الله.
– لم يمر تصريح المعلوف باشتعال جبهات التواصل الاجتماعي فحسب بل حرك معراب باتجاه خطوة اولى تمثلت بحذف سيزار المعلوف عن الغروبات الرسمية للقوات اللبنانية فهل بات القيصر خارج تكتل الجمهورية القوية؟ وهل اخطا بتصريحه؟ وماذا عن مستقبله النيابي؟
– هذه الاسئلة حملناها عبر الديار للمعني الاول: سيزار المعلوف والسؤال البديهي هل انسحبت من غروبات الواتساب او اُخرجت وهل بتت رسميا خارج القوات؟
سريعا يرد نائب زحلة بالقول: لم انسحب بل طُرِدت من الغروبات ولكن من حذفك هل انطوانيت جعجع فيجيب: لا ادري (ولو انه يعلم جيدا الجواب).
– هل هذا يعني انك اصبحت خارج تكتل الجمهورية القوية وتم فصلك؟
هنا يؤكد المعلوف انه حتى اللحظة ما من احد في القوات اتصل به او ابلغه اي شيء، لا فصل ولا غيره، كما انه لم يتصل باحد.
– ليضيف: قلت قناعتي الشخصية وحيث لا يجرؤ الاخرون تجرأت وقلت الحقيقة لانني لا اقبل ان ارى شعبي ينذل واهلي يتعذبون على محطات الوقود وفي الصيدليات فهذا اذلال للناس! ولا كرامة بالنسبة لي تعلو فوق كرامة اهل بلدي. ويتابع المعلوف ان ما قاله هو تأكيد على ان ما يهمه هو الوقوف الى جانب الناس في اصعب مرحلة تمر بها البلاد فلا عدو لنا الا اسرائيل كما يقول فلم نرفض النفط من ايران التي هي دولة شقيقة ولاسيما اذا تأكد انه سيكون لجميع اللبنانيين؟
ولكن هل اصبحت خارج تكتل الجمهورية القوية، يرد المعوف بالقول: »على قاب قوسين» فنقاطعه لنسال: ماذا تنتظر؟
فيجيب: انتظر رد القوات ولاسيما رئيسها على المعلومات التي سربت عبر محطة ال ام تي في المعروف انتماؤها، كما يقول، عن اجتماع خاص عقد بالساعات الماضية في معراب قال فيه رئيس الحزب سمير جعجع بان التكتل خسر احد اعضائه وانه بات محسوما ان المعلوف لن يكون على لائحة القوات بالانتخابات المقبلة، واعقب ذلك «طرد المعلوف» من غروبات الواتساب التابعة للقوات،
لذا يقول المعلوف: انا انتظر الرد على هذا الخبر وانا اعتبر نفسي تبلغت بقرار فصلي عبر نشر هذا الخبر في محطة ال ام تي في المعروف لمن تنتمي سياسيا، لان السكوت هو علامة الرضا»! بحسب المعلوف.
ليتابع: فاذا فكوا هم التحالف معي فهذا يعني انهم عاجزون عن سماع الصوت الحر وعندها فهذه تكون مشكلتهم لا مشكلتي انا! انا حليف للقوات فاذا احبوا اكمال المسيرة معي فاهلا وسهلا واذا لا فانا لست عبدا عند احد»!
هل تعتبر ان جعجع لم يكن وفيا معك؟ على هذا السؤال يجيب المعلوف: اللي بيطلع من تيابو بيعرق …وقلتها سابقا: شرف لي ان اجلس الى طاولة القوات!
ويضيف: لكن واجباتي الا اكون شاهد زور وافضل ان اقف الى جانب وجع الناس على ان اكون في موقع السعادة والنيابة!
ولكن قد يكون موقفك استفز جعجع لانه يعتبر انه لا يجوز تعريض لبنان لعقوبات اذا ما دخل المازوت الايراني، نقول للمعلوف فيقاطعنا ليرد سريعا: اذا كان بدا تصير العقوبات فاكيد مش عليه (اي على جعحع) بل على حزب الله… واليوم يظهر من هو الصديق الفعلي للبنان ومن هو عدوه! ليضيف : لم ولن اقبل بان يكون شعبي بلا كرامة وابقى ساكتا!
– الا تعتقد ان القوات باتت اقرب لاستبدالك باسعد نكد ولذلك اتخذت القرار؟
نسال المعلوف فيرد: لا دخل لي باسعد نكد، والقوات تقوم بخياراتها وساعتئذ لي ان اقوم بخياراتي!
الى هذه الخيارات المحتملة مستقبلا تطرقننا في حديثنا مع نائب زحلة فسالنا: الى جانب من ستكون بالانتخابات المقبلة؟ هل يمكن ان نراك الى جانب التيار الوطني الحر؟
فاجاب: عيب عليي بهيك ظرف احكي انتخابات بوقت الشعب عم ينذل والدولة غايبة، فالانتخابات لا تعنيني ولا المقعد ولا النيابة، لكن الاكيد انه «كل شي ممكن تشوفيني في ومعو الا مع التيار الوطني الحر لان المؤمن لا يلدع من الجحر مرتين!
ليردف قائلا: لست بحاجة لاحد، وانا اقرر بالوقت المناسب اين اكون…
من الانتخابات انتقلنا بالحديث مع المعلوف الى دعوة رئيس القوات لرئيس المستقبل الى الاتفاق سويا على اسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون، على هذه النقطة يعلق المعلوف المعروف عنه محبته وتقديره للعماد ميشال عون بالقول: »خليون يطلعوا يسقّطوه»، انا بالنسبة لي بعبدا خط احمر ويضيف: انا افصل دائما بين التيار وفخامة الرئيس عون.
فهل هذا يعني ان هناك حسابات وطموحات انتخابية رئاسية وراء دعوة جعجع لاسقاط عون؟ نسال نائب زحلة فيرد: لا ادري اسالوه له…
اما عن مواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في جلسة مجلس النواب التي كانت مخصصة لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية ولاسيما انها تتماهى بجزء كبير منها مع مواقف اطلقها سابقا المعلوف بحق حاكم مصرف لبنان علما ان المعلوف يعتبر ان باسيل غدر به في الانتخابات الماضية، فيعلق نائب زحلة بالقول:
اذا لم اكن متحالفا مع باسيل فهذا لا يعني انني لا اؤيده بمواقف عدة ومنها كل ما قاله في كلمته الاخيرة في البرلمان باستثناء ما قاله عن خطة الكهرباء لانني اعتبر ان التيار هو المسؤول عن عدم تامين الكهرباء وهو من توالى على الوزارة ولا يمكنه ان يقول ما خلونا!
ولكن باسيل تحدث عن حصار ومؤامرة على العهد والتيار فهل تؤيده علما ان زميلك عدوان قال ما مفاده ان التيار والعهد هما المسؤولان عن حصار الشعب اللبناني وقال : فكوا عن سما رب الشعب لينفك الحصار، نقول للمعلوف فيرد بكلمتين مفادهما : «ما سمعتو «! ليؤكد ان هناك مؤامرة على لبنان باكمله.
وفي ما يتعلق بملف الحكومة وما اذا كان ميقاتي سيشكل او يعتذر، اشار المعلوف الى انه حتى لو تشكلت حكومة لست مرتاحا للجو العام، لاننا ذاهبون لانهيار كبير حكما، واعتقد ان ما لم يعطه عون للحريري لن يعطه لميقاتي كما ان ما لم يتنازل عنه الحريري لعون لن يتنازل عنه ميقاتي وبالتالي : اعتقد انه من الصعب ان تتشكل حكومة برئاسة ميقاتي وانشالله كون غلطان!
وقبل الختام رسالة من نائب الجمهورية القوية (سابقا) الى الحكيم مفادها: اطالبه بان يطلب من حلفائه في الخارج مساعدة لبنان بالفيول والنفط، واذا كان قادرا فليقم بزيارة للخارج لطلب المساعدة، فالشعب يُذلّ!