كتب منصور شعبان في “الأنباء الكويتية”:
أصبح الوقوف أمام محطات الوقود في لبنان خطراً يهدد المواطن بحياته، وبات مشهد الطوابير الطويلة سؤالا كبيراً بلا جواب عن توافر البنزين في خزاناتها أو لا. وفيما تمضي ساعات بانتظار الدور لتعبئة خزان سيارتك تحت شمس حارقة، يحدث إشكال على خلفية أفضليات كما حصل قرب إحدى محطات تعبئة الوقود على أوتوستراد الزهراني جنوب لبنان تطور إلى إطلاق نار وإشعال إطارات وقطع الطريق، وسط حال من الهرج والمرج في المنطقة. وبعد طول الانتظار منذ ساعات الصباح الأولى تتم تعبئة خزان السيارة، وعند ركنها أمام المنزل يأتي من يسرق البنزين منه، وهذا ما حدث عندما استفاق عدد من المواطنين في منطقة القبة بطرابلس على سرقة البنزين من سياراتهم، فيما سعر الغالون ٨ ليترات يبلغ في السوق السوداء 250 ألف ليرة.
كل ذلك يحدث وقوى الأمن الداخلي تجهد في الكشف على خزانات المحطات والمخزونات داخل المحلات التجارية وملاحقة المحتكرين لبيعها في السوق السوداء بأسعار تفوق السعر الرسمي المحدد، وقد نجحت في العثور على كميات ضخمة من البنزين، وتمكنت من الكشف على 372 محطة، وألزم أصحابها بتوزيع المخزون على المواطنين وفق التعرفة الرسمية.
وبلغت كمية المحروقات المخزنة من تاريخ 1/7/2021 حتى 20/8/2021 حوالي مليون و946 ليترا. وضبطت داخل المستودعات المخبأة في عقارات خاصة ما يفوق 4.074.115 ليترا، كما تم توقيف 81 شخصا بجرم الاحتكار وتهريب المحروقات، وحجز 16 صهريجا و18 آلية تستخدم في عمليات التهريب والاحتكار.
ووزعت هذه المضبوطات على المستشفيات والأفران والبلديات وأصحاب المولدات الكهربائية الذين نفد المخزون لديهم، وإلى الجمعيات الخيرية والمؤسسات الحيوية التي تحتاج الى تلك المحروقات. وفي سياق متصل، ضبطت القوى الأمنية صهاريج محملة بكميات هائلة قدرت بحوالي 18 مليون و800 ليترا.