IMLebanon

هل يرضى ميقاتي بترؤّس حكومة تستقبل سفن إيران؟

جاء في “المركزية”:

يبدو ان التطورات المحلية المتسارعة على خط استجرار الطاقة والمحروقات من الخارج، أثّرت بقوة على مسار عملية تأليف الحكومة العتيدة. فبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، كان النقاش بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، حتى مطلع الاسبوع الماضي، يتركّز على توزيع الحصص والحقائب، وعلى الداخلية والعدل والشؤون الاجتماعية والطاقة، وعلى اسماء من سيتسلّمونها… الا انه واثر خطاب العاشر من محرّم واعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وصول بواخر نفط ايران الى بيروت خلال ايام، تبدّل المشهد “التأليفي” رأسا على عقب، وازداد تعقيدا، فتباطأت وتيرة الاتصالات، كي لا نقول انها تعطّلت في شكل تام، وقد باتت تحصل بالواسطة، للشكل فقط، للايحاء للناس ان الجهود لا تزال جارية للتأليف.

فبحسب المصادر، يعيد ميقاتي حساباته ويدرس ما اذا كان ترؤسه حكومة من الاختصاصيين غير المستقلين، تضم وزراء حزبيين محسوبين ليس فقط على الفريق الرئاسي بل على حزب الله ايضا عشية استلام البلاد بواخر نفط ايراني قال نصرالله امس انها ستبقى تتدفق الى بيروت طالما ان الحاجة تتطلب ذلك، يدرس اذا كان هذا الخيار صائبا ومفيدا له وللبنان، اذ ان الدعم الدولي الذي يحتاج للخروج من المأساة التي يتخبّط فيها، قد لا يصل ابدا، طالما ان لبنان بات في المحور الايراني.

اوساط سياسية قريبة من العهد، تحمّل اميركا وعددا من الدول الغربية، مسؤولية عدم تشكيل حكومة وتشير الى ان زيارة السفيرة الاميركية الى بعبدا الخميس الماضي، والرسالة التي نقلتها من ادارتها الى الرئيس ميشال عون والمواقف التي صدرت بعدها، أوقفت كل شيء، اذ بدت تبلغ الاخيرَ ان عدم اعتراضه على النفط الايراني بينما واشنطن عرضت على لبنان المساعدة في تأمين الكهرباء من مصر والاردن، سيعني تصعيدا اميركيا ضد لبنان – الدولة. واذ تلفت المصادر الى ان هذه المعطيات تندرج في سياق اخفاء الحقيقة وتبرئة ساحة ايران وحزب الله من مسؤولية العرقلة، تلفت الى ان الضاحية كانت تدرك ان خيارها النفطي سيعقّد التشكيل وينسفه، الا انها ورغم ذلك، قررت اللجوء اليه، ما يعني ان طهران لا تريد اليوم تأليف حكومة في بيروت، الا بشروط حزب الله، وتفضّل انتظار مسار المفاوضات الاميركية – الايرانية وما ستنتهي اليه.

على اي حال، تشير المصادر الى ان عودة السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت في الساعات المقبلة، كما افادت معطيات صحافية اليوم، ستساعد ميقاتي في تكوين موقفه، اعتذارا ام تأليفا لحكومة بعيدة كل البعد عن معايير المبادرة الفرنسية. فحتى اليوم، كل ما يرشح من معلومات يدل على ان الحكومة ستضم مستشارين وسياسيين من الصف الثاني والثالث “مقنّعين”، تقنيين في الظاهر ومحسوبين على هذا وذاك في الباطن. كما ان الحكومة العتيدة، سيكون للفريق الرئاسي فيها، الكلمة الفصل، والا فإنها لن تولد، اذ بات واضحا له ولمَن يتابعون اتصالات التأليف من كثب، ان الشروط التي اصطدم بها الرئيس سعد الحريري لأشهر، لا تزال هي نفسها. فهل يقبل ميقاتي بما لم يقبل به الحريري؟ لننتظر ونر، فالخيار “الميقاتيّ” لن يتأخّر في الظهور…