بين استسهال اهل الحكم والسلطة في زيادة الاعباء المالية والمعيشية على المواطنين من دون توفير بديل يمكنهم من الاستمرار في تأمين المستلزمات الحياتية من غذاء ودواء ومحروقات ان وجدت وأفرج عنها المحتكرون والمهربون من جهة، وبين تمسكهم بالحصص والحقائب الوزارية الكفيلة باستمرار نهجهم التسلطي المتحكم برقاب البلاد والعباد من جهة ثانية، يمضي اللبنانيون ايامهم ولياليهم قلقين على غدهم والمستقبل منتظرين على ابواب السفارات علهم يحظون بتأشيرة تسمح لهم بمغادرة أرض الاباء والاجداد التي لطالما تمسكوا بالبقاء فيها على رغم المحن والمصائب التي عايشوها منذ نشأتهم ولم يعرفوا لها مثيلا حتى اليوم.
القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش يقول ل”المركزية” في هذا السياق: “للاسف ليس هناك بصيص أمل يدفعنا الى الاعتقاد بوقف الانهيار ولا على اي مستوى. حكوميا لا تزال العقد التي أدت الى أعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم التأليف هي نفسها التي تحول دون مضي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في مهمته، واهمها تمسك رئيس الجمهورية ميشال عون بالثلث المعطل لضمان تحكم فريقه في القرار اللبناني مستقبلا، والحصول على الحقائب الوازنة المسؤولة عن مسار الاستحقاقات الانتخابية من بلدية ونيابية”.
واعرب علوش ردا على سؤال عن تخوفه “من حدث كبير وفوق العادة كانفجار شعبي او امني من شأنه كسر الطوق الراهن المفروض على البلاد والا نحن ماضون الى اعلان لبنان دولة فاشلة مع ما يؤدي ذلك الى تدخلات ووصايات خارجية نحن قادرون على تجنبها فيما لو وضعنا مصلحة البلاد وأهلها فوق المكاسب الشخصية والانانيات التي أدت مع الاسف الى تفقير اللبنانيين وتجويعهم”.
وعن استقدام حزب الله البواخر الايرانية يضيف: “لم يكن ينقص لبنان الغريق سوى تكبيله بهذه الاصفاد الاضافية التي تزيدنا غرقا في سياسة المحاور التي ينتهجها الحكم وفريقه. حزب الله يستمكل بناء دولته الامنية وبات لديه كل المقومات لاعلانها في حال تسنى له ذلك فبعد الجهاز العسكري والمصرفي عبر القرض الحسن والتجاري باقامة المخازن الخاصة به، ها هو اليوم يستكملها باستيراد المحروقات لمحطاته وبيئته وعلى لبنان السلام”.