Site icon IMLebanon

“قوى الأمن” شيّعت شهيدها الرقيب رامي إسبر

شيّعت قوى الأمن الدّاخلي وبلدَة كفرصغاب في قضاء زغرتا، الشهيد الرقيب رامي إسبر، الذي استشهد بتاريخ 23-8-2021، أثناء تنفيذه مهمّة تنظيم سير في محلّة أوتوستراد حارة صخر المسلك الغربي أمام محطّة للمحروقات، حيث صدمته إحدى الآليات، وذلك في مأتمٍ مهيب حضره إلى جانب عائلة الشهيد وأهالي البلدة، المساعد الأوّل لقائد منطقة الشمال في وحدة الدّرك الإقليمي العقيد ربيع شحادة ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وممثلون عن قيادات الأجهزة العسكرية والأمنية، وعددٌ من ضبّاط قوى الأمن الدّاخلي وفعاليات سياسية ودينية واجتماعية، إضافةً إلى عددٍ من زملاء الشهيد ورفقائه.

وبعد أن سُجّي جثمان الشهيد في صالون كنيسة سيدة النجاة – كفرصغاب، ألقى العقيد شحادة كلمةً، هذا نصّها:

“حين يحضرُ حديثُ الشهادةِ في قوى الأمن الداخلي، تحضرُ معه قيمُ العطاء والبذلِ والتضحيةِ في أقصى حدودِها، إنّها الشهادةُ المشرِّفة التي يحني لها التاريخُ هامتَه، وتتجدّدُ حنجرةُ الزمنِ بإنشادها.

إلى كلِّ من عرفَ الرقيبَ الشهيد، من قريب أو بعيد…

ندعو اللهَ أن يُلهِمَكم الصبرَ والسّلوانَ، يا من رفعتُم رأسَكم بمناقبِ الشهيدِ وأخلاقِه الرفيعة، وسيرتِه الطيّبةِ في حياته، كذلك اليوم، ارفعوا رؤوسَكم عاليًا بمن التحقَ بقافلةِ الشّهداءِ الأبرارِ الذّين منهم نستمدُّ قوّتَنا، ونَستلهمُ عزمَنا على الصمودِ، ونضمنُ طاقتَنا في استكمال مهامِّنا في خدمة وطننا العزيز.

أيُّها الشّهيد البطل،

لا ننسى كيف كنتَ العنصرَ المثالَ في وظيفتِك، تحفظُ العلاقةَ الصادقةَ والأمينةَ بين زملائِك ورؤسائِك، وكيف كنتَ السبّاقَ إلى خدمةِ الناسِ في العمل، والمسارعَ إلى أخذِ المبادرةِ، والمتحمّسَ للعطاءِ، فلم تبخلْ يومًا بتقديمِ أيِّ خدمة من موقعِ المسؤولية، وهذه شهادةٌ مشتركةٌ تتردّدُ في بيئتِك الحياتيةِ وبيئةِ عملِك، ولهذا صرتَ قدوةً لرجلِ الأمنِ، ورمزًا من رموزِ هذه المؤسّسةِ التي أحببتَها، وضحّيتَ بحياتِكَ لأجلِها.

لقد تلقّينا فجيعةَ رحيلِكَ، كما أهلِك وأقاربِك، ورفاقِك وزملائِك، بالأسى والحزنِ، صحيحٌ أنَّ المؤسّسةَ خسِرتْكَ في مقدّمةِ عناصرِها الواعدةِ، ولكنَّ السماءَ ربحتْكَ شهيدًا، ونحنُ نتشرّفُ بانضمامِكَ إلى لائحةِ شهدائِها الخالدين.

علّمتَنا أيّها البطل، كيف نلبّي نداءَ الواجبِ من دونِ تقاعسٍ، فرأينا فيك أثرَ التربيةِ الصالحةِ، ولمسْنا في سلوكِكَ ثقافةَ التضحيةِ، وتوسَّمنا فيكَ صورةَ ابن مدرسةِ الوطنية، والعطاء اللامحدود. كيف لا، وقد جُبِلْتَ بمعدِنِ الطيبةِ، وسُقيتَ من ماء الاستقامة، ورُبّيتَ على خبزِ الخيرِ؟

رامي، سلامٌ عليك، وعلى كلّ شهيدٍ غادرَنا وتركَ بصمةً عميقةً في حياتِنا، وإن كنّا نعجزُ بالكلماتِ عن تثمينِ هذا الموقفِ المؤثّرِ، فإنّنا سنبقى نُقدّرُ أمثالَك في حياتِنا، ونستلهمُ سيرتَكَ منارةً، نلتزمُ فيها القَسَمَ الذي تَعهّدناه للناسِ، ولهذه الأرضِ الخالدة.

رحمَ اللهً روحَك، وأسكنَكَ جنّاتِ خُلْدِه.

بعد ذلك حمل رفقاء الشهيد النعش على الأكف وأقيمت له مراسم التشريفات، وقُدِّم له السّلاح على وقع لحن الموت عزفته مجموعة من موسيقى قوى الأمن الداخلي، ثم انطلق موكب التشييع يتقدمه حملة الأوسمة والأكاليل باسم مؤسسة قوى الأمن الداخلي، الى مثواه الأخير”.