Site icon IMLebanon

الراعي يرفض تغطية المسؤولين لسلاح “الحزب”

أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، موقفا لافتا جديدا الاحد الماضي، صوّب فيه بعنف على اداء الطبقة السياسية. فقال في عظته: ضعوا حدا لنهج التعطيل والسلبية ودرب الانتحار. اننا ندين التزامكم تصفية الدولة اللبنانية بنظامها وميثاقها ودورها التاريخي ورسالتها الإنسانية والحضارية. لقد بات واضحا أنكم جزء من الانقلاب على الشرعية والدولة، وأنكم لا تريدون لبنان الذي بناه الآباء والأجداد أرض لقاء وحوار، وأنكم لا تريدون حكومة مركزية بل تتقصدون دفع الشعب عنوة ورغما عنه إلى إدارة شؤونه بنفسه، وإلى خيارات ينأى عنها منذ خمسين سنة. كصدى لهذا الصوت، نطالب وما زلنا بضرورة عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة من أجل إنقاذ لبنان بتطبيق قرارات مجلس الأمن غير المطبقة إلى الآن، وتنفيذ إتفاق الطائف بروحه وكامل نصوصه، وإعلان حياد لبنان وفقا لهويته الأساسية، وتنظيم عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين. “المطلوب الواحد” منكم ايها المسؤولون السياسيون، إلى جانب سماع كلام الله، أن تحبوا لبنان وشعبه، وتحفظوا الولاء له، دون سواه، وتضحوا بمصالحكم الخاصة في سبيله”.

صحيح ان حملات الراعي على المسؤولين ليست جديدة، الا انها المرة الاولى التي يتهمهم فيها بالانقلاب على الشرعية. بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية “، هذا الكلام يختزن الكثير من الدلالات والابعاد. فهو اولا، يدين رعاية السلطة للسلاح غير الشرعي، اي ان فيه رفضا للغطاء الذي يؤمنه الحكام كلهم، من رأس الهرم الى أسفله، لسلاح حزب الله، واختزال الاخير قرار الحرب والسلم الذي يفترض ان يكون فقط، في يد الدولة اللبنانية.

موقف الراعي يُعتبر ايضا رافضا لسكوت لبنان الرسمي على مصادرة فريق لبناني، القرار السيادي الاقتصادي للبنان. فمن حيث التوقيت، يأتي ما قاله الراعي، غداة اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، انه قرر استيراد النفط من ايران، عبر سفن ستصل الى بيروت خلال ايام، مقترحا ايضا قيام شركات ايرانية بالتنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية اللبنانية.

بحسب المصادر، فإن هذا التقريع البطريركي للحكام، لن يلقى مع الاسف، اي آذان صاغية، ولن يكون له اي صدى لديهم، حيث ان الصمت عن تفرد نصرالله بقرارات لبنان السيادية الكبرى، سيستمر. فعلى الارجح، سكوت المنظومة عن اداء الميليشيا وسلاحها، كان حجر زاوية التفاهم الذي على اساسه، خاض حزب الله حتى النهاية، معركة ايصال رئيس الجمهورية ميشال عون، الى قصر بعبدا.

ولأن ما فعله حزب الله اخيرا، فتح باب مواجهة جديدة بين الدولة من جهة والعالم العربي والمجتمع الدولي من جهة اخرى، والذي سارع وإن في صورة غير معلنة، الى تحذير بيروت من مغبة كسر الحصار المفروض على النفط الايراني، جدد الراعي المطالبة بحياد لبنان، وبعقد مؤتمر لهذه الغاية. وبالفعل، تثبت الأحداث مرة جديدة، ان لا خلاص للبنان الا بهذا الخيار.. فهل يمكن ان يقتنع به القادة اللبنانيون، ليتجاوب الخارج مع نداء بكركي، قبل زوال الكيان اللبناني؟!