IMLebanon

أيها اللبنانيون: هكذا يخططون لكمّ أفواهكم!

في سجل السلطة السياسية الفاشلة والحكومة المتقاعسة عن القيام بواجباتها في احلك الظروف وأشدّها خطورة وبعدما استنزف تخزين وتهريب المواد المدعومة من مصرف لبنان ومن اموال اللبنانيين كل الاحتياطي الذي انخفض من 36 مليار دولار عام 2020  الى 14 مليارا اليوم، من دون ان يحصل الشعب على فتات دعم ومن دون ان يسأل الوزراء المعنيون عن كيفية تبخّر اموال الدعم، في هذا السجل، انجاز متأخر ، لا بل متاخر جدا، استفاق عليه بعض الوزراء المستقيلين، على الارجح بعدما فقدوا الامل بتشكيل حكومة ترفع عنهم هذه الكأس، فعمدوا الى مداهمة مستودعات تخزين واحتكار او كلفوا الاجهزة الامنية بالمهمة ليتبين حجم “الكارثة” التي غضوا الطرف عنها على مدى عامين وكان اللبنانيون ليتفادوها لو ان اهل السلطة استفاقوا باكرا من نومة اهل الكهف وباشروا بمهامهم هذه منذ بداية الازمة. هنا اطنان من البنزين وهناك مئات الاف الليترات من المازوت  وتلاعب بعدادات محطات، وهنالك مخازن ادوية فيها كل ما انقطع عن مرضى استنزفوا صحتهم ومالهم في سبيل الحصول على حبة منها تقيهم الموت في جحيم وطنهم.

وعلى قاعدة ان يأتي الشيء متأخرا افضل من الا يأتي ابداً، ارتضى اللبنانيون بمصيرهم الاسود وشكروا من داهم ومن ضبط ومن بذل جهدا فعليا في هذا السبيل ولكن… هم يسألون بعد كل ذلك عن مصير المضبوطات وعن المحتكرين والمخزنين ومرتكبي افظع الجرائم في حق اخوتهم في الوطن، اذ ما ان تعرض الانجازات في وسائل الاعلام  حتى تختفي المعلومات بعدها في هذا الشأن فلا يعرفون ما حلّ بما ضُبط، باستثناء بعض كميات المحروقات التي وزعها الجيش على المستشفيات والافران، ولا بالمسؤولين المعروفين بالاسماء والصورة وبعضهم “من اهل البيت” .

في هذا السياق، تشير اوساط سياسية معارضة الى استراتيجية تعتمدها السلطة السياسية التي تغطي بجزء كبير منها التخزين والمخزنين والتهريب والمهربين، ترتكز الى فتح ازمة جديدة كل يوم ينشغل بها المواطن فينسى التي قبلها. وتقول لـ”المركزية”  بهذه الاستراتيجية، اخمدت المنظومة الفاسدة ثورة اللبنانيين الشرفاء وبدل ان يستمروا بها بزخم انشغلوا بتأمين الحليب لاطفالهم والدواء لاهلهم وابنائهم والبنزين لسياراتهم، حتى ان انفجار المرفأ الذي هز العالم بأسره بات بالنسبة للكثيرين خلفهم لكثرة ما انهكوا بالازمات والضغط المعنوي والنفسي الذي يقبعون في ظله. وتسأل ايضا ماذا عن احداث كثيرة تعاقبت خلال هذا العام لم تصل الى اي نتيجة حتى الساعة ولم يعاقب مسؤول واحد عنها؟ ماذا عن التحقيقات في سلسلة جرائم ارتكبت من جوزيف سكاف الى العقيد منير ابو رجيلي الى المصور جو بجاني؟ ماذا عن صاروخ لحفد “اللقيط” الذي لم تعلن الدولة حتى اللحظة هويته؟ ماذا عن جريمة التليل التي ينضم الى قافلة شهدائها كل يوم شهيد جديد؟ هل من يعلم ما افضت اليه التحقيقات وما اذا عوقب مخزّن المحروقات الذي تركت السلطة الاهالي المفجوعين ينفسون حزنهم وغضبهم بأحراق ارضه ومنزله؟ ماذا عن مخزني الادوية الذين انتشرت فيديوهات لهم ابان عملية الضبط في اكثر من بلدة آخرها في جدرا والنبطية لنافذين معروفين مقربين من الاحزاب السياسية ؟

سبحة الـ” لماذا” لا تنتهي ولا مجال هنا لاستعراضها كلها، لكنها عينة عن “خبث ومكر” اهل السلطة وخططهم الجهنمية لاستمرار اغراق البلاد والعباد في مشاكل وازمات يومية تنهيهم عن مجرد التفكير في ارتكاباتها وجرائمها التي لا تنتهي. فأي مصير ينتظر ما تبقى من شعب لم يهاجر او يُقتل في لبنان؟ وهل من بصيص امل بعد باطاحة المنظومة من الفها الى يائها واعادة بناء الدولة؟ الوضع بالغ الصعوبة تختم الاوساط… وليس ما ينقذ لبنان الا اعجوبة الهية.