IMLebanon

اللبنانيون تحت رحمة مافيا المحتكرين والمهربين

كتبت أنديرا مطر في “القبس”:

كما في ملف المحروقات كذلك في الأدوية. مافيا المحتكرين والمهربين تفاقم معاناة اللبنانيين مستفيدة من تحلل الدولة وغياب دورها الرقابي.

خلال الساعات الماضية تم الكشف عن فضيحة جديدة، أبطالها أصحاب مستودعات أدوية قاموا بتخزين كميات من الأدوية المفقودة في السوق لتحقيق أرباح خيالية جراء رفع الدعم، واضعين آلاف المواطنين في مواجهة مع الموت.

فبالتوازي مع مداهمة القوى الأمنية لمستودعات تخزين المحروقات، والتي كشفت عن آلاف الاطنان مخبأة بطرق احتيالية، داهمت وزارة الصحة عددا من مستودعات الأدوية في مختلف المناطق، حيث تم العثور على أطنان من الأدوية من بينها أصناف عديدة ارتفع سعرها بعد تقليص الدعم، رغم أن المستودع اشتراها في وقت سابق على أساس سعر الدولار المدعوم على أساس 1500 ليرة للدولار، بالإضافة إلى كميات أخرى من أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة. فضلاً عن كميات كبيرة من المضادات الحيوية وحليب الأطفال.

وأعلنت وزارة الصحة، عن قيام الوزير حمد حسن برفقة دورية من مكتب مكافحة الجرائم المالية وتبييض الأموال، بعمليات دهم لمستودعين، تبيّن أنهما يخزّنان أدوية مدعومة في منطقتي جدرا والعاقبي (جنوب لبنان)، وتمّت إحالة الملف إلى القضاء لمتابعة التحقيق.

ونصح الوزير اصحاب المستودعات العامة التي تهرّب الآن الأدوية الى أماكن معلومة لدى الأجهزة؛ بصرف الدواء للصيدليات، فنظام التتبع الإلكتروني يعمل جيداً وبدقة متناهية.

مرضى السرطان

ويلقي شح الدواء بتبعاته القاتلة على مرضى السرطان الذين يخوضون معارك على جبهات متعددة للبقاء على قيد الحياة. وفي السياق، أكد مدير جمعية باربرا نصار لدعم مرضى السرطان في لبنان، هاني نصار، أن ثلاثة من مرضى السرطان الذين تدعمهم الجمعية توفوا بعدما عجزوا عن الحصول على الدواء لمدة شهر ونصف الشهر، وأن العدد مرشح للزيادة.

واستبعد نصار في حديث لـ القبس ان يستفيد مرضى السرطان من المداهمات الجارية، لأن أدوية السرطان صعبة التخزين لكلفتها الباهظة من جهة، وللمراقبة الشديدة التي تعتمدها الشركات المستوردة والمصنعة لهذه الادوية، من جهة أخرى.

ويعزو نصار عدم توافر أدوية السرطان الى الازمة المالية بالدرجة الأولى، والى عمليات التهريب. فالشركات المستوردة توقفت عن الاستيراد لعدم توافر الاعتمادات من مصرف لبنان. علما ان بعض المستشفيات والجامعات الكبرى أبدت استعدادها لاستيراد الأدوية لمرضاها بشكل مباشر ولكنها تحتاج الى موافقة وزير الصحة الذي يريد الالتزام بالسعر الرسمي للدواء.

وأكد نصار أن بعض المرضى استطاعوا تأمين أدوية من تركيا وغيرها من الدول، مطبوع عليها الختم اللبناني.

وإزاء هذا الواقع فإن اغلب الأدوية باتت مفقودة وبخاصة تلك المخصصة للعلاج المناعي ما اضطر العديد من المرضى لتأجيل جلسات العلاج او الانتقال الى علاج آخر متوافر.

واعتراضا على الإبادة الجماعية لمرضى السرطان، أطلق ناشطون لبنانيون حملة إلكترونية واسعة تحت عنوان «بدنا دوا للسرطان»، وسط دعوات لاعتصام خارج مبنى الاسكوا التابع للأمم المتحدة الخميس.

أزمة المحروقات

وعلى خط أزمة المحروقات، فقد فتحت المحطات أبوابها مع صدور جدول تركيب أسعار المحروقات وفق آلية الدعم 8000 ليرة. وأصبحت الأسعار رسميا على الشكل التالي: صفيحة البنزين بـ 132 الف ليرة، والديزل 99 الفا.

وتبقى هذه الأسعار اقل من مبيعها في السوق السوداء حيث يتراوح سعر الصفيحة بين 350 و500 الف ليرة، ما يعني ان آلية الدعم الجديدة ستواصل استنزاف أموال المودعين وأعصاب اللبنانيين المنتظرين في طوابير الذل.

ومع البدء بتوزيع المحروقات، بدت بيروت «باركينغ» كبيرا، حيث توقف السير تماما على الطرقات الأساسية والفرعية. وكشفت معلومات ان حوالى %30 من المحطات ترفض أن تستلم البنزين بسبب الإشكالات الأمنيّة التي تحصل رغم محاولات الجيش السيطرة على الأمور وتنظيمها.

اما أزمة المازوت فلن تشهد حلحلة الا بزيادة ساعات التغذية الكهربائية ليخف الضغط على المولدات الخاصة والطلب على المازوت. وقالت مصادر نفطية ان «مخزون المازوت لا يكفي حتى لنهاية شهر آب الجاري وسندخل شهر أيلول من دون هذه المادة».

المياه.. تقنين قاس

وانسحبت تداعيات شح المازوت على القطاعات كافة وصولا الى مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان التي اخطرت المشتركين امس بأنها مضطرة لتنفيذ برنامج تقنين قاس في غالبية المناطق الواقعة في نطاق صلاحيتها بسبب عدم تسلم المازوت من المنشآت وشركات النفط لتأمين تشغيل المضخات والمولدات وذلك منذ الأسبوع الماضي في وقت أن المؤسسة تحتاج إلى تجديد المخزون في شكل يومي.