Site icon IMLebanon

دهم مستودعات الدواء: حملة انتظرت ضوءا اخضر من أمين عام “الحزب”؟

جاء في “المركزية”:

في خطابيه الاخيرين، ركز الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على مسألتي التهريب والاحتكار، مشددا على انهما جريمة خاصة في ظل الأوضاع المعيشية الكارثية التي يمر بها اللبنانيون. هو قال في خطاب العاشر من محرم: هؤلاء الذين خلال الأسابيع الماضية احتكروا المازوت والبنزين، “مين ما كانوا يكونوا”، وباعوه في السوق السوداء بأسعار غالية، او هربوه كي يبيعوه بسوريا بأسعار غالية، هؤلاء خونة، خانوا الأمانة، وهؤلاء مجرمون بحق ناسهم وشعبهم، وعليهم ان يراجعوا انفسهم، ومالهم مال حرام، وأرباحهم سحت، “ما حدا ياكل مال حرام، ولا يطعم عياله مال سحت”. لماذا هذه الخيانة؟ لأنه عندما الشركة او المحطة أو الزبون، عندما تبيع او تشتري، هذا بنزين مدعوم من دولار من أموال الناس كي تبيعه على سعر الـ3900 ليرة، وكي تبيعه للناس في لبنان، وعندما تبيعه في أي مكان آخر حتى في سوريا بسعر السوق السوداء، أنت تخون الأمانة. واضاف: أولًا الناس مسؤولون، وأنا أقول لكل من جنى أرباحا خلال الأسابيع الماضية سواء كانوا كباراً، أم صغاراً عليهم البحث عن تبرئة ذمّتهم حتى لا يأكلوا مال حرام، هذا أولًا. ثانيًا الدولة أيضًا مسؤولة. تذكرون خلال الأشهر الماضية عندما بدأت الاحتكارات بالمواد الغذائية، وثمّ وصلت إلى الدواء كنّا لم نصل إلى البنزين والمازوت، يومها نحن طالبنا، وأنا من الناس الذين طالبوا وزارات الدولة المعنية أن تتفضل وتداهم المتاجر والدكاكين والصيدليات والتعاونيات والمستودعات والمخازن هذه مواد غذائية وأدوية مدعومة دقّقوا بالسعر التي تباع به، وابحثوا عن الذي يخبئ وما يخزن.

الاحد الماضي، عاد نصرالله وكرر الحديث عن الاحتكار وضرورة مكافحته. وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، لم تنقض ساعات على كلامه هذا، حتى باشر وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن، المحسوب على حزب الله، حملة مداهمات واسعة لمستودعات الادوية، اكتشف خلالها ادوية مخزنة بالمئات فيما هي مقطوعة من السوق، يبحث عنها المرضى منذ اشهر ولا يجدونها. الثلثاء، غرد حسن قائلا: الى المستودعات العامة التي تهرّب الآن الأدوية الى أماكن معلومة لدى الأجهزة؛ أنصحكم بصرف الدواء للصيدليات فنظام التتبع الإلكتروني يعمل جيداً وبدقة متناهية؛ ستكونون مجبورين على إبراز فواتير الصرف وفق الأصول وستعرضون أنفسكم لما لقاه المرتكبون ليل أمس. المواطن شريك بالمراقبة والمحاسبة”.

وكان حسن الذي يستكمل حملة الدهم هذه، كشف ليل الاثنين على مستودع للأدوية في تول النبطية، حيث عثر على كميات كبيرة من الأدوية المخزنة من بينها أصناف عديدة ارتفع سعرها بعد تقليص الدعم، رغم أن المستودع اشتراها في وقت سابق على أساس سعر الدولار المدعوم بألف وخمسمئة ليرة لبنانية، بالإضافة إلى كميات أخرى من أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة.

اللافت، بحسب المصادر، ان حملة وزير الصحة بدأت من الجنوب، وأنها استهدفت مستودعا يملكه شخص مقرب من حزب الله… واذا ما عطفنا هذه الواقعة، على حديث حسن عن نظام التتبع، يصبح من المشروع السؤال عما اذا كان الوزير يعرف منذ مدة بوجود هذه الكميات المحتكرة، الا انه كان يغض الطرف عنها لاسباب حزبية؟! لكن ازاء الواقع المزري على الصعد كافة والذي بات جمهور الحزب منزعجا منه قبل سواه، يبدو نصرالله قرر منح الضوء الاخضر لحسن ليتصرف، ولو كان سيضحي “نظريا” بالبعض من اهل البيت (اذ ان اي ملاحقة قانونية لهؤلاء لم تنطلق، وقد بدا حسن امس يدافع “بعض الشيء” عن المحتكر من آل خليفة).. ففي رفع الغطاء هذا، سيكون نصرالله يبيض صفحته امام شارعه ويعطيه ما يرضيه.. ويبدو ان حركة الوزير الجديدة والمتأخرة تصب في هذه الخانة، وهدفها الفعلي خدمة حزبه، تختم المصادر.