ترأس راعي أبرشية بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت الياس عودة قداسًا في كاتدرائية مار جاورجيوس في بيروت، في حضور جمع من المؤمنين.
وأشار، في عظته بعد الإنجيل المقدس، إلى أن “ما نعيشه في بلدنا الحبيب، حيث كثيرون يتعلقون بالحياة الوقتية الفانية، فيحتكرون، ويخزنون البضائع والأموال ويتحكمون بالبشر، فلا تتحكم شهوات عديدة بالزعماء والحكام؟ الكرسي والسلطة والمصالح والأموال وسواها؟ هل تمت محاسبة أي من محتكري الأدوية، أو سواها من مقومات الحياة، التي يمنعونها عن الشعب، وهم مجرمون يستحقون العقاب؟ مؤسف أننا نعيش في بلد يذل فيه الضعيف ويموت، فيما يستقوي الأقوياء بمن يغطون سيئاتهم ويتغاضون عن جرائمهم كالفساد والإحتكار والمتاجرة بأرزاق الناس. نأسف أن نكون في بلد يقمع صوت الحق ويعمل على إسكات صاحبه بشتى الوسائل غير المشروعة. نأسف أن ينظر في بلدنا إلى أهل الضحايا على أنهم المجرمون، بينما القتلة الحقيقيون يسرحون ويمرحون ويتهربون من العدالة، والمجزرة لا تزال تحصد الروح تلو الأخرى، إن عن طريق الموت أو الهجرة”.
وختم: “إن بلدنا يمر بما يمر به لأن الجميع يساومون على الحق وعلى كراماتهم وكرامة المواطن. لم تعد الحرية والديمقراطية في لبنان سوى كلمات فارغة، لأن الديمقراطية لا ترافق إلا النفس الحرة النبيلة التي تحترم الذات وتحترم الآخرين. هل تصدقون من يكلمكم عن الحق والعدل وهو يسرق حقوق الآخرين ويتاجر بأرواح الناس وممتلكاتهم؟ هل تحترمون من يحتكر الطعام والدواء والمحروقات ويمنعها عن المحتاجين من أجل جني الأرباح؟ أو من يعطل تشكيل حكومة نحن بأمس الحاجة إليها للخروج من المأزق، بسبب مصلحة أو مطلب؟ وهل يمكن لعاقل أن يتبع من جعل البلاد مزرعة والبشر عبيدا والأخلاق سلعة فاسدة؟ وكيف لمواطن أن يصدق من انتخبهم لحماية مصالحه والنطق باسمه، فإذا بهم لا يفكرون إلا بمصالحهم ولا ينطقون إلا بالغش، محولين حياته جحيما ومستقبله مجهولا؟”.