تأخذ اوساط سياسية على حزب القوات اللبنانية اسهامه في عرقلة تشكيل الحكومة من خلال تمنّعه عن المشاركة فيها في اطار موقف سياسي، ما يتسبب بإصرار فريق مسيحي واحد على الاستئثار بالحصة المسيحية ورفض اعطاء تيار المرده ثلاثة وزراء كما طالب، بل وزيرين وثالثا للطاشناق واخر للحزب القومي السوري الاجتماعي.
هذا الواقع، حمل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على القول لنائب رئيس حزب “القوات” النائب جورج عدوان في الجلسة العامة حول الموضوع الحكومي، “ان أحد الاسباب التي يمكن ان تسهل عمل الحكومة هو ان تشتركوا فيها”، محمّلاً بذلك “القوات” مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة، ما يعني ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والثنائي الشيعي يرفضون إعطاء العهد الثلث المعطّل وقد سبق للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان اعلن ذلك. فما صحّة هذا الادعاء وكيف يقرأه الحزب المتهم؟
عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد أكد لـ”المركزية” ان “القوات” لا تريد ان تدخل في بازار تشكيل الحكومة. فقد بات واضحاً بالنسبة اليها، الى أين أوصل أداء هذه الحكومة، التي تعمل تحت إشراف أكثرية نيابية، البلد”، مشدداً على “أن الحكومة العتيدة لن تكون منتجة وستعطي الأداء نفسه الذي قدمته الحكومات السابقة. ليس هناك اي امل من هذه المنظومة الحاكمة بأن تشكل حكومة وتكون فاعلة. هذا موقفنا ونعتبره طبيعياً في ظروف مماثلة”.
وأشار سعد الى “ان تمسك الثنائي الشيعي بوزارة المالية و”التيار الوطني الحر” بوزارة الطاقة يؤكد اكثر فأكثر صوابية موقفنا، إذ ليس من الطبيعي ان تكون هناك وزارة مكرسة لأي فريق دون غيره، وبالتحديد “المالية” بسبب الاداء الذي شهدناه. لذلك، من المفترض ألا تكون مع الثنائي. والأمر سيان بالنسبة الى “الطاقة” الذي من غير الجائز ان تكون مع فريق العهد، ونستغرب تمسكهما بهاتين الوزارتين”.
وسأل: “بأي حكومة سنشارك؟ أبهذه الحكومة التي يتم التداول بأسمائها؟ وهل ان وزير المالية الذي اختاره الثنائي الشيعي سيتصرف بطريقة مختلفة عن وزراء المالية المتعاقبين؟ ووزير الطاقة الذي سيعيّنه “التيار الوطني الحر”، هل سيتصرف بطريقة مختلفة عن كل الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة والذين تصرفوا بتوجيه واضح من التيار ورئيسه النائب جبران باسيل؟”.
أضاف: “ليس هناك اي أمل. لذلك، نتمنى عليهم ألا يكلفوا خاطرهم السؤال عن مشاركة “القوات” في الحكومة لأن موقفنا واضح ولا رجوع عنه. لن نشارك معهم، كما انهم هم أيضاً لا يستطيعون ان يشاركوا، اذ من المفترض تشكيل حكومة مستقلين اختصاصيين ينهضون بالبلد او يوقفون بالحد الادنى الانهيار وليس حكومة محاصصة”.
وتابع: “عندما غابت القوات اللبنانية عام 2016 عن حكومة الرئيس تمام سلام، حصل حزب “الكتائب” على ثلاث وزارات وظنوا انهم سيقومون بالكثير، لكنها في النهاية أدّت إلى خروج اثنين منهم وبقي واحد فقط داخل الحكومة”، لافتاً الى “ان تيار المردة سيحصل على عدد اكبر من الوزراء في هذه الحكومة في ظل غياب “القوات”، لكن هذه المحاصصة لن توصل الى اي مكان”.
وقال سعد: “رأينا اداء وزرائهم في المرحلة السابقة، فلماذا سيكون مختلفا هذه المرة؟ لا سبب. لا يمكن استيلاد الاشخاص نفسهم مجدداً وتوقّع حصول نتائج مختلفة. نحن لا نقبل بذلك. فليفعلوا ما يريدون، لن نشارك معهم ولن نكون شهود زور على تدمير ما بقي من مؤسسات على يد منظومة أثبتت فشلها وفسادها. يكفي ما وصلنا إليه. إذ رغم كل الانهيار الذي وصل اليه لبنان، ما زالوا يتقاسمون الحصص ويتناتشون الوزارات. لا امل”.
أضاف: “من جهة أخرى، من غير الطبيعي تسمية ثلاثة رؤساء مكلفين لتشكيل الحكومة من مشارب مختلفة، ولا ينجح أي منهم في التفاهم مع العهد. جماعة العهد والتيار يجرون البلاد الى ازمة نظام لا احد يعرف الى اين ستؤدي في النهاية. لكن بالنسبة للقوات، نحن والشعب في مركب واحد: “انا الغريق وما خوفي من البلل”. “غرقانين، غرقانين. وزارة بالطالع او بالنازل لن تغير”.
أليس هناك من أفق؟ أجاب: “على المدى الطويل هناك افق، إنما ليس مع المنظومة الحاكمة. في النهاية نطالب بانتخابات نيابية مبكرة كي نغير انتاج السلطة ويقرر الشعب من يمثله”.