جاء في “المركزية”:
الاحداث الامنية المتنقلة بين منطقة واخرى من المناطق اللبنانية بدأت تتسع رقعتها ولم تعد مقتصرة على شغب واشكالات فردية وباتت تهدد ليس السلم الاهلي وحسب وأنما العيش المشترك بين اللبنانيين وتعيد الهواجس والخوف لديهم من وجود مخطط للعودة بالبلاد الى سنوات دامية عاشتها للاسف بفعل الحرب الاهلية التي أودت بأكثر من مائة ألف قتيل وادت الى تهجير الامنين من قراهم ومنازلهم على ما حصل في أطراف بلدة مغدوشة الجنوبية أمس، بعدما اقدم شبان من بلدة عنقون المجاورة على الاعتداء على سكانها وتدمير ممتلكاتها وتكسير مزاراتها الدينية في عمل تعدت ابعاده الخلاف الناشب بين سكان القريتين على تعبئة البنزين على أحدى محطات المحروقات.
وسياسة الاستقواء على الاقليات كما حصل في مغدوشة أمس مرشحة للتمدد سيما وأن دلالاته تتنامى على الارض على ما سجل في العديد من المناطق أخيرا منها الرويسات في الجديدة والقاع والمنية في طرابلس أضافة الى بعض المناطق العكارية حيث تعرض المسيحيون في تلك المناطق الى الاعتداء عليهم بالشخصي أو على مقدساتهم وشعائرهم الدينية، حتى ان التعديات والخلافات بدات تلامس الجانب المذهبي كما حصل في خلدة وشويا وغيرهما من المناطق في محافظتي البقاع وعكار، الامر الذي ينذر بأوخم العواقب سيما وان الارض مهياة لتقبل شتى الاشكالات والاحداث بفعل العوز والمآسي التي يعيشها المواطن في تفاصيل حياته اليومية.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى نفى لـ”المركزية” الابعاد الطائفية لما حصل في بلدته مغدوشة معتبرا ان الكوارث الاجتماعية من معيشية وصحية وصعوبة توفير المستلزمات الضرورية من ماء وكهرباء ومحروقات هو ما يؤدي الى هذا التفلت الامني الذي تشهده غالبية المناطق اللبنانية والمرشح الى التصاعد نتيجة الهريان الحاصل في مؤسسات الدولة وغياب مبدأ المراقبة والمحاسبة في كل القطاعات.
واذ شكر موسى الجيش اللبناني والاجهزة الامنية على تدخلها لفرض الهدوء والاستقرار بين مغدوشة وعنقون البلدتين المتجاورتين اللتين حافظتا على عيشهما المشترك، تمنى التنازل لمصلحة الوطن وعودة الامور الى انتظامها العام على كافة الصعد السياسية والحياتية والاجتماعية.
بدوره النائب علي عسيران عزا عبر “المركزية” ما جرى الى التفلت الامني المتنقل بين الاحياء محذرا مما قد يستجره من احداث قد تسري كالنار في الهشيم في حال وقوعها، سيما وان الارض تشهد احيانا اشتباكات بالرصاص والقذائف بين ابناء العشيرة والمنطقة الواحدة بفعل الغليان القائم على المستويات السياسية والمالية والمعيشية.
ودعا عسيران الى وجوب التشكيل العاجل للحكومة السبيل الوحيد لوقف التدهور واقدام العالم لمد يد المساعدة للبنان وبدء مسيرة النهوض من الازمات الخانقة التي تشهدها البلاد.