Site icon IMLebanon

“باي باي” أمن: الحكم للزعران

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

في جمهورية ” كل مين إيدو إلو” خرجت الامور عن السيطرة، بات الحكم للرصاص، والقانون لا يسري على الزعران، والفوضى هي الكلمة الفصل لانطلاق دستور جمهورية الفوضى.

عملياً، دخلنا زمن الفوضى الخلاقة، حيث بات السلاح والرصاص الخبز اليومي للاهالي في القرى، فالسلاح المتفلّت يهدّد أمنهم في القرى وينذر بكارثة ما لم يتم ضبطه، ولكن كيف وبأي طريقة، طالما القوى الأمنية بكافة اجهزتها تقف متفرّجة على مسرحية الفوضى الحاصلة، بل تشاهد مطلق الرصاص بأم العين، وتتركه في سبيله، وترحل.

تراخت جمهوريات القرى هذه الايام، اصابها الفلتان، اسهمت إمبراطوريات المحطات في تعزيز الفوضى وتغذيتها، وتدحرجت كرة الرصاص من المحطات باتجاه كل الاشكالات الخارجة عن نطاق البنزين، فإذا تشاجرت إمرأتان معاً استخدم الرصاص في الاشكال كما حصل في إشكال عين قانا حيث تفاقم المشكل الى اطلاق الرصاص وسقوط جرحى، وكذلك الحال في إشكال قاقعية الجسر الذي قيل انه وقع على خلفية اغتصاب، فدخل الرصاص على خط الدفاع عن الشرف وسقط جرحى. وفي بلدة طيرفلسيه إختلف شقيقان على الارض، اطلق احدهما الرصاص بإتجاه من دخلوا على خط الصلح وكاد يوقع قتلى لولا تدخّل العناية الإلهية. كل ذلك يحصل والقوى الامنية تتفرّج من دون أن تحرك ساكناً، على قاعدة “الأمن للزعران هذه الايام، والحق على الازمات”.

عادة ما يفتعل الزعماء المشاكل والازمات لتحقيق مكتسبات مادية على الارض، فهل ما يحصل في القرى هو مفتعل ام هو اختناق من ضغط الازمات؟ كلا فان الامرين مطروحان على بساط التحليل وفق ما تشير المعلومات التي تخشى من تدهور الوضع الامني اكثر ومن خروجه عن السيطرة، إذ ترى ان الاشكالات التي تقع ما زالت تحت السيطرة، غير ان هذا الامر بدأ يتهاوى، بدليل ان الإشكال الذي حصل في بلدة العباسية واطلاق النار بين اصحاب محطة محروقات والاهالي على خلفية بنزين ومازوت، وسقوط خمسة جرحى لم ينته، بل ما زالت مفاعيله قائمة على الارض، مع قطع الاهالي الطريق بالبلوكات الإسمنتية، في تعبير عن غضبهم من تراخي الاجهزة الامنية في التعاطي مع الوضع، إذ انه وفق الاهالي فإن القوى الامنية تخلّت عن مهامها وبات حضورها لا يغني استقراراً امنياً ولا يثمن حلاً وعقاباً لمطلقي النار على العكس، تترك مطلقي النار احراراً وتمضي الى مكان آخر، وهو ما يراه الاهالي إنذاراً خطيراً على انطلاق صفارة الفوضى الخلاقة، ما يعني أن الامن “باي باي” والحكم ” للشبيحة والزعران”.

ماذا يعني ذلك؟ بحسب المعلومات فإننا دخلنا مشارف جمهورية الفوضى وهنا الغلبة للسلاح، ما يعني أن الفلتان بات قاب قوسين او ادنى، وأن شرارة الفوضى ستنطلق من معارك المحطات التي تتوسع يومياً، وأنه مع سقوط أول قتيل ستبدأ على إثره علامات الفوضى. ولا تخفي المصادر نفسها ان هذه الفوضى مفتعلة وأحياناً يكون عناصر أحد اجهزة الامن هم الذين يفتحون الاشكالات ويقفون للفرجة، ما يعني أننا في مأزق امني خطير، خاصة وأن الاجهزة الامنية اما تكون طرفاً في الاشكال او متفرجة، وفي كلا الحالتين الوضع “ما بيطمّن” تقول المصادر بل “سوداوي جداً وخرج عن السيطرة، بعدما تحوّل الزعران قنبلة موقوتة للفوضى الخلاقة”. بالمحصلة، كل ما حولنا ينذر بالفوضى وسلة الازمات التي خنقت الناس وكان معظمها مفتعلاً “لتركيع” الشعب، ستنقض على صنّاعها وسينقلب السحر على الساحر، واذا كان يراد من الازمات فرط عقد الدولة فحسب بدون سفك دماء، فإن ما يحصل اليوم يعد مثابة فتيل الفوضى التي ستنفجر في وجه الكل ما لم يتم لجمها لأنه حينها لن يبقى لنا وطن، فهل من يتحرّك لينقذ ما تبقّى من الوطن أم يغرق الجميع في فوضى لا تحمد عقباها؟