Site icon IMLebanon

لبنان إلى شريعة الغاب!

جاء في “المركزية”:

لا تزال عملية تشكيل الحكومة تدور في حلقة مفرغة منذ أكثر من عام. الرئيس المكلف الثالث في ١٢ شهرا، نجيب ميقاتي يحاول منذ شهر ونيف اقناع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتركيبة وزارية، الا انه لم يفلح في المهمة حتى الساعة، واذا استمر التخبط السلبي على حاله، فإن الرجل قد يعتذر في بحر الاسبوع الحالي. في مقابل هذا الانسداد، الانهيار المعيشي لا يعرف استراحة. كل يوم، الاوضاع تزداد سوءا وترديا، وقد باتت الازمات المتناسلة تتهدد جديا السلم الاهلي.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن البلاد تقف اليوم اكثر من اي وقت، على شفير انفجار اجتماعي، طائفي تارة، مناطقي تارة اخرى، لا فرق، قد يجر لبنان الى فوضى لا تحمد عقباها في مدى زمني غير بعيد اذا لم تتحرك المنظومة سريعا وتتخذ سلسلة قرارات للجم التدهور، تبدأ بالتأليف ولا تنتهي بالمساعدات الاجتماعية والبطاقات التمويلية واعادة النظر في الاجور…

التحذير من الاسوأ، نقله الى أهل الحكم اكثر من زائر دولي ودبلوماسي اممي وغربي وعربي، الا انه حتى اللحظة، لم يلق آذانا صاغية لدى هؤلاء، حيث يواصلون تناتشهم الحصص والحقائب وحروبهم الشخصية والحزبية، فوق ما “بقي” من بلاد وعباد، وكأن الامور بألف خير.

وفق المصادر، فإن ما جرى على الارض في الايام الماضية، يشكل انذارا خطيرا وهو نموذج قد يُعمم اذا استمر الواقع المعيشي في التقهقر. فعلى محطات الوقود، الاشكالات باتت لا تعد ولا تحصى ويتخللها اطلاق نار وسقوط قتلى وجرحى، في شكل شبه يومي.

في مغدوشة، الفتنة المذهبية استفاقت او كادت، اثر اشكال وقع عصر الجمعة بين اهل المنطقة المسيحية وآخرين من عنقون الشيعية، على خلفية تعبئة البنزين. واستمرت المناوشات بين القريتين ٣ ايام مع مظاهر مسلحة حزبية سيما لعناصر من حركة امل، وسط استنفار متبادل. ورغم تدخل قيادات حزبية وبلدية وروحية للتهدئة، تسود حال احتقان قوي بين الطرفين، من غير المعروف كيف سينتهي.

ومنذ ايام قليلة، انفجرت ميني حرب بين فنيدق وعكار القديمة، استخدمت فيها الصواريخ والاسلحة.. لماذا؟ لأن شخصا حاول قطع شجرة من قطعة ارض ليست له (واقعة في البلدة الاخرى التي لا يتحدر منها) لاستخدام حطبها للتدفئة في الشتاء لأن المازوت غير متوفر، واذا توفر فبأسعار خيالية في السوق السوداء.وقد اندلعت هذه المواجهات الدامية بعد ايام قليلة على حادثة التليل التي أودت بحياة نحو ٣٠ شخصا بعد ان أشعل صاحب مستودع مازوت وبنزين مخزنا، معدّة على الارجح للتهريب او للبيع في السوق السوداء، بضاعتَه، بمئات المواطنين الذين تهافتوا للحصول على محروقات هم محرومون منها، اما لغلائها او لانقطاعها او يجب ان يقفوا في طوابير تطول كيلومترات، للحصول على البعض منها..

هذا المشهد المخيف الذي يختلط فيه الذل بالفقر والحاجة والغريزة، والذي يضاف اليه تقصير الحكام وموت ضمائرهم وحسّهم بالمسؤولية، ستكون نتائجه كارثية، اذ ستسقط البلاد في شريعة غاب كاملة، البقاء فيها للاقوى.. ومع انفجار الوضع الاجتماعي وتهاوي الامن والاستقرار، آخر الاعمدة الصامدة في الهيكل اللبناني المتداعي، ستكتمل فصول انحدار لبنان الى جهنم التي بُشرنا بها، تختم المصادر.