نفذ سائقو الشاحنات في مرفأ بيروت اعتصامًا وأغلقوا المدخل الرئيسي للمرفأ بشاحناتهم، معلنين “الإضراب عن العمل منذ السادسة من صباح اليوم، للمطالبة بتصحيح اجورهم التي لم تعد تكفي ادنى متطلبات حياتهم وحياة اسرهم اليومية”.
وأكد المعتصمون أنهم “غير معنيين بتفريغ او نقل البضائع الموجودة في المرفأ، بما فيها البرادات”، مطلقين صرخة تحذيرية من ان “خطواتهم ستتصاعد تباعا في حال لم يتم النظر في أوضاعهم المادية والمعيشية القاسية”.
واعتبروا أن “أصحاب شركات النقل والتجار لا ينصفونهم، في حين ان مخاطر قيادة الشاحنات تقع على عاتق السائقين وحدهم من دون مقابل”.
وألقى رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان كاسترو عبدالله كلمة قال فيها: “نقف ونعتصم هنا اليوم على بوابة مرفأ بيروت، بوابة الدخول الى مصدر لقمة عيشنا الكريم نحن وابناؤنا. بوابة سنوات عمرنا وشبابنا والتعب والشقاء بعرق جباهنا. بوابة ثاني اكبر انفجار غير نووي بعد هيروشيما، وكان لنا نصيبنا من الشهداء والجرحى كسائقين للشاحنات في مرفأ بيروت، كما انه كان لنا النصيب الاكبر بالضرر وبالتعطيل عن العمل، وبقطع ارزاقنا نحن وعائلاتنا وتحملنا ذلك اسوة بغيرنا لهول الكارثة والفاجعة وللتدمير الذي حصل بفعل عصف الانفجار مرفأ بيروت والمناطق المحيطه به في العاصمة بيروت، ولا يسعنا اليوم الا الانحناء والاجلال والاكبار لشهداء الانفجار الكارثي وللجرحى الذين ما زال البعض منهم يتلقى العلاج ان كان في المستشفيات او في منازلهم”.
وأضاف: “لقد أعلنا الاضراب عن العمل اليوم، نحن في الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان (FENASOL) واللجنة التاسيسية لنقابة سائقي الشاحنات في مرفأ بيروت بعد ان سدت امامنا كل الوسائل والوساطات، ولم نتلق اذانا صاغية او اي تجاوب من اصحاب الشركات ووكالات التخليص الجمركي على المرفأ. وفي ظل الانهيار الاقتصادي والمالي في لبنان والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار امام عملتنا الوطنية، وتآكل اجورنا ورواتبنا التي اصبحت لا تسد رمق انسان لوحده فكيف الحال بنا نحن وعائلاتنا”.
وطالب “أصحاب الشركات واصحاب وكالات التخليص الجمركي “بتصحيح أجورنا لتعود الى ما قبل انتفاضة 17 تشرين، اي حين كان سعر صرف الدولار على سعر 1500 الف وخمسمائة ليرة لبنانية، وكم كانت تساوي رواتبنا بالدولار في حينه، تصحح اليوم على هذا الاساس وكم يساوي سعر صرف الدولار في السوق السوداء، لاننا نحن نعلم كما غيرنا يعلم في المرفأ او في وزارة العمل اللبنانية وغيرها من الجهات الرسمية بان اصحاب الشركات واصحاب وكالات التخليص الجمركي يتقاضون اتعابهم بالدولار الاميركي وان كان بالليرة اللبنانية يتم احتساب سعر الدولار بالسوق السوداء وعلى اساس ذلك يتم احتساب مبلغ الاتعاب بالليرة اللبنانية”.
كما طالب “بدفع بدل النقل عن كل يوم عمل كما ينص قانون العمل اللبناني على ان لا يقل عن عشرين الف ليرة لبنانية، وبدفع المنح المدرسية كم ينص عليها قانون العمل اللبناني وغيرها من فرص سنوية وتعويضات عائلية”.
ودعا “وزارة العمل إلى التدخل وإلزام اصحاب الشركات ووكالات التخليص الجمركي تطبيق قانون العمل اللبناني والقوانين المرعية الاجراء”.
وأكد أن الاتحاد يقف إلى جانب سائقي الشاحنات “من أجل تحقيق كل مطالبكم المحقة”، وقال: “تماسكوا وكونوا يدا واحدة”، معتبرا أن هذا “الاضراب الاحتجاجي اليوم هو اول قطرة ليهطل من بعدها الغيث بتحقيق كل مطالبكم القانونية”.