جاء في “المركزية”:
في ذكرى تأسيس “لبنان الكبير” الذي بات عمره امس مئة عام وعام، والذي كان للصرح البطريركي الدور الاكبر في إنشائه، ليس وضع الكيان على ما يرام. ولان الحال كذلك، تحرّكت امس، مرة جديدة، “أمُّ الصبي” الذي يُحتضر، للمطالبة بإنقاذ إبنها، وقد بات “على آخر نفس”.
تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان بكركي، وصّفت المرض وطرحت له العلاج. البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يصوّب منذ مدة على المسؤولين اللبنانيين وادائهم، منتقدا تخاذلهم السيادي وتقصيرهم السياسي وتبديتهم انانياتهم على كل شيء، على مصالح الوطن وبقائه، وعلى حياة المواطن ويومياته واحلامه.
امس، تبنّى المطارنة الموارنة في اجتماعهم الشهري هذا “الاتهام”، فقالوا: يقف الآباء مع أبنائهم وبناتهم ومع اللبنانيين جميعهم بذهولٍ وغضب وألم أمام هذا التمادي غير المسؤول في سوء إدارة المصالح العامة والمال العام، وأمام تفاقم الأزمة السياسية، بحيث بات تشيكلُ حكومةٍ شأنًا مستحيلاً على رغم مرور أكثر من سنةٍ على تعذُّر هذا التشكيل لأسبابٍ تحاصصية معيبة لأصحابها. وهم إذ يُحذِّرون من مغبة ما يجري ويُخفي انقلابًا على الميثاق الوطني والدستور واتفاق الطائف، وفق ما أشار إليه صاحب الغبطة، يُحمِّلون المعنيين في الدولة، تبعات الكوارث المتتالية التي يتسبّبون بها”. وتابع البيان “يرفض الآباء رفضًا قاطعًا الإذلال المُمنهَج للمواطنين سواءً في تسوّل أموالهم من المصارف أو في طوابير المحروقات، أو وسط شبه انعدام الدواء والمواد الحياتية الأساسية الأخرى. ويُذكِّرون الحكومة التي اتخذت قرارات حمائية تنظيمية رادعة بأن أيَّ قرارٍ يفتقر إلى آلية تنفيذية يزيد من حدّة ذلك الإذلال ومن التحايل الإحتكاري على القوانين”…
الطبقة الحاكمة تتفرّج اذا على البلاد والعباد ينهاران من دون ان تحرّك ساكنا، وتنكّل بالدساتير والقوانين، وعليه فإن الصرح رأى بحسب المصادر، ان لا بد من انتفاضة شعبية داخلية قوية ضدها، للتخلص منها، ثورةٌ تُرافق بهبّة دولية لنجدة لبنان قبل زواله، يكون عنوانها والمنطلق القراراتُ الدولية التي أُقرّت ولم تُنفّذ وعلى رأسها الـ1559 والـ1701.
وفي هذه الخانة، يندرج قول المطارنة “يرى الآباء أن لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي بات على مشارف الزوال، وأن ثمة قوى إقليمية ومحلية تابعة لها وراء ذلك. ويدعون شعب لبنان إلى التصدي لها بما أُوتِي من قوّة، ومهما بلغت التضحيات. فالقضيّة اليوم إنما هي قضيّة المصير وبالتالي قضيّة حياةٍ أو موت. لذا يناشد الآباء المجتمع الدولي المبادرة سريعًا إلى احترام القرارات الدولية المُتعلِّقة بلبنان والعمل على تنفيذها بقوّةٍ وحزم، إسهامًا في حماية بنية الدولة اللبنانية، ومصيرها ومصير أهلها، بعيدًا عن الحسابات والتجاذبات الدولية والإقليمية التي لم تدفَعْ بلبنان إلا إلى الخراب“.
كما إبان ندائهم الشهير عام 2000 الذي أسس لانتفاضة الاستقلال التي اخرجت السوريين من لبنان، “حرّض” المطارنة امس اذا، على ثورة مماثلة لانقاذ لبنان ممّن “يحتلّونه” وإن كانوا يحملون الهوية اللبنانية، ويستبيحون قوانينه وماله وسيادته واستقراره، ويربطون اي حلول فيه، بمصالحهم الخاصة وبمحاورهم الاقليمية… كما ان الاشارة الى استهداف الدستور واتفاق الطائف ليست نابعة من هباء بحسب المصادر، بل نتيجة ابلاغ سياسيين سيّد الصرح علنا وجوب تغيير الطائف كونه لم يعد يلبي حاجة لبنان الى التغيير .
فهل يقع هذا النداء في ارض خصبة، ام ان جوع الناس وفقرهم سيُبقيانهم مخدَّرين راضخين، ويُبقيان المجتمع الدولي مكتوف اليدين ايضا؟