كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
حولا وميس الجبل على خط ازمة “صهريج” بنزين، جرى اختطافه من قبل شبان في حولا، ما اشعل فتيل حرب البنزين التي باتت على قاب قوسين او ادنى من الاندلاع، سيما وأن كل الارضية باتت جاهزة. صحيح نجحت المساعي بنزع فتيل المعركة التي استمرت لأكثر من ساعة استخدم فيها السلاح والرصاص، لكن ذلك ينذر بالكارثة الاكبر “معركة السيطرة على البنزين” التي تخيف الاحزاب قبل القوى الامنية، بعدما خرجت الامور عن سيطرتها، وبات الحكم في الشارع لقطّاع طرق البنزين وزعرانه.
أتخمت القرى “بفائض القوة”، بات لكل قرية وبلدة دستورها الخاص، وشريعة الغاب تتحدث على الارض. ما حصل بين حولا وميس الجبل، لا يمكن تجاوزه بسهوله، فبالرغم من تمكّن حولا من تجاوز قطوع الطوابير اليومية عبر تسجيلها “صفر” طابور باعتمادها آلية الكترونية منظمة، غير أن شبابها “مش قاعدين عاقلين” إذ انقضّوا على صهريج بنزين كان متجّها الى جارة حولا ميس الجبل، وسيطروا عليه، ما أدى الى إشكالات وإطلاق نار، ولم يستطع الجيش لجمه بسهولة.
كادت الامور ان تتطور لتنطلق شرارة المعركة على “صهريج بنزين”، فبيان بلدية ميس الجبل يوحي أن الوضع خرج عن السيطرة، ودعا “العقلاء” الى التدخّل لمعالجة الموضوع قبل خروجه عن السيطرة. بيان يؤكد ان فائض القوة هو الذي يتحكّم في الشارع، فالازمات التي حبلت طيلة الأشهر التسعة الفائتة، انجبت تلك الفوضى التي باتت خبز القرى اليومي، مع تفصيل إضافي وهو اعلان عدد لا بأس به من المحطات اقفالها حتى “تهدأ الساحة”، فالمعارك اليومية على ليتر بنزين باتت تنذر بالفوضى.
وفي قراءة لما حدث بين ميس الجبل التابعة لحركة “امل” في السياسة، وبين حولا المحسوبة على الحزب “الشيوعي”، يتأكد عمق الخلافات السياسية على الارض، ولا تعدو مصادرة صهريج يتجه نحو ميس الجبل كونها رسالة واضحة “نحنا عالارض”، اذ لا تخفي مصادر ميدانية ان كباش البنزين الذي تخلله اطلاق نار من قبل شباب حولا وميس الجبل له تبعات خطيرة جداً، وهو يحاكي نظام “تقسيم القرى ع مصغّر” الذي يتخوف منه الجميع، لانه سيؤدي حتما الى تحوّل كل قرية جمهورية، وبالتالي فقدان سيطرة الدولة عليها. وتضيف المعلومات الميدانية أن اتصالات على مستوى رفيع أدت الى الافراج عن الصهريج الذي بات يستقبل كزعيم تسير خلفه الحشود الشعبية. لطالما كان التعايش بين حولا وميس الجبل سيّداً، ووقف ابناء البلدتين في وجه العدو الصهيوني، غير ان البنزين وأزمته الشديدة، حوّل البلدتين عدوتين تتقاتلان على صهريج، يهدّد العلاقات الاخوية القائمة.
وتلفت المصادر نفسها الى ان ما عجزت اسرائيل عن تحقيقه لسنوات، ها هي السلطة بتفريخها الازمات نجحت به، بل يزداد الوضع سوءاً مع ارتفاع “أدرينالين” الحقد والكراهية بين ابناء القرى.
وتشير الى أنه “ما إن يحصل تطور خطير جداً حتى يتم تصحيحه فوراً، لأنه قد يفتح الباب امام خلافات ونزاعات تبدأ ولا تنتهي ونحن بالغنى عنها”.. لافتة الى “أن هذا ليس قسطل مياه يتم تحويله عندما نريد، وهذا ليس ملكاً سائباً يمكننا الاعتداء عليه اينما نريد.. لذلك، وبكل محبة، تداركوا الامر لتبقى ميس وحولا شامختين بالمحبة والاحترام المتبادل…”.
واذ دان الجميع ما حصل، أملت بلدية ميس الجبل في معالجة الأمر قبل فوات الاوان، تداركاً للفتنة التي قد تقع بين الجيران والأهل والاخوة في البلدتين التي تجمعهما اواصر القربى والمحبة وسنوات طويلة.