أكد مساعد وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى جوي هود أن سيناريو أفغانستان لن يتكرر في العراق وسوريا وأن القوات الأميركية لن تنسحب من هناك.
وأوضح هود في مقابلة مع قناة “الحرة” أن القوات الأميركية موجودة في سوريا لمحاربة داعش وليس لقتال نظام الأسد. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي لتغيير تصرفات الأسد.
الى ذلك، دعا هود القادة السياسيين اللبنانيين إلى تشكيل حكومة الآن تقوم بإجراء إصلاحات.
وشدد على أن الولايات المتحدة لا تشجع حكومة لبنان على استيراد النفط من إيران لأنها خاضعة للعقوبات. ووصف حزب الله الذي يسعى إلى جلب النفط من إيران بأنه “ليس الحكومة على حد معلوماتي”. ودعا إلى إجراء انتخابات عادلة وشفافة في لبنان.
وكشف مساعد وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى أن الولايات المتحدة ضد ترشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة في ليبيا لأنه مجرم حرب وخاضع لعقوبات أميركية وأممية محذرا من إشكالية هذا الأمر.
نص المقابلة:
سؤال: الإنسحاب من أفغانستان جعل قوات سوريا الديمقراطية والعراقيين قلقين حيال مستقبلهم. هل يمكن أن يتكرر سيناريو أفغانستان في سوريا والعراق؟
جواب: شكراً على السؤال لأنني أعرف أنه في بال العديد من الناس وأريد أن أقول بشكل لا لبس فيه أن أفغانستان ليست العراق ولا سوريا. العراق بلد فريد من نوعه. إنه واحد من أكثر الدول تعددية في الشرق الأوسط ولديه مصالح ستستمر مع الولايات المتحدة. مهمتنا في أفغانستان اكتملت. مصالحنا في العراق ستستمر مع الوقت وهذا لا يشمل الأمن فقط إنما أيضاً مساعدة قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية لهزيمة داعش بشكل نهائي وهذا سيأخذ وقتاً. ولدينا مصالح أكثر ستستمر هناك في مجالات الإقتصاد والتجارة والثقافة والتربية. وهذا لن يفاجئك ربما أن هناك مليوناً ونصف طالب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا درسوا في الولايات المتحدة في العقدين الماضيين. لدينا أكثر من مئة وستين مليار دولار في تجارة البضائع لا تشمل الخدمات والنفط .
سؤال: هل هذا يعني أنه ليس هناك انسحاباً أميركياً من العراق وسوريا في المستقبل القريب؟
جواب: شكراً لتوضيح موقفي. نعم. الرئيس كان واضحاً جداً بأن وجودنا العسكري في العراق وسوريا سيبقى. في العراق يتحول إلى مهمة غير قتالية لأن قوات الأمن العراقية قامت بعمل جيد في استخدام معداتنا وتدريبنا وإرشاداتنا ومعلوماتنا الإستخبارية لقتال داعش وهذا سيتواصل.
سؤال: مترجمون عراقيون عملوا مع الولايات المتحدة في العراق يطالبون بإعادة توطينهم في الولايات المتحدة على غرار ما حصل مع زملاء لهم من أفغانستان. هل هذا ممكن؟
جواب: كان لدينا برنامج “تأشيرات هجرة خاصة” للناس الذين ساعدونا في العراق عمل لعدة سنوات وهو مستمر. فلا مشكلة في ذلك.
سؤال: الولايات المتحدة أدانت هجوم نظام الأسد الوحشي على درعا ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية. روسيا والنظام السوري يسترجعان المبادرة على الأرض والمجتمع الدولي يتفرج. لماذا؟ ولماذا لا يفعل المجتمع الدولي أي شيء لوقف النظام السوري وروسيا؟
جواب: نرفع الصوت كما قلت لإدانة تدمير الأسد لشعبه وسنواصل عمل ذلك.
سؤال: ولكن يظهر أن لا شيئ قد تغير أو سيتغير في المستقبل؟
جواب: جيشنا في سوريا من أجل قتال داعش وهذا هو السبب الوحيد لوجوده هناك. لا نسعى إلى تغيير النظام في دمشق. ولكن نسعى بالتأكيد إلى تغيير تصرفات نظام الأسد. لذلك لدينا عقوبات مثل قانون قيصر ولدينا إجراءات أخرى نتخذها ضد النظام وداعميه على مدى أعوام ولكننا لسنا في سوريا لقتال بشار. نحن هناك لقتال داعش.
سؤال: هل تخططون لممارسة ضغط إضافي لتغيير الوضع ولدفع النظام إلى التفاوض ويكون جدياً حيال مبادرة الأمم المتحدة؟
جواب: كما رأيت عندما اجتمع وزير الخارجية الأميركية مع وزراء خارجية آخرين على هامش إجتماعات روما للحديث خصيصاً عن هذا الموضوع. نريد أن نعمل مع المجتمع الدولي لتغيير تصرفات نظام الأسد للسماح بوصول المساعدات الإنسانية والحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار حيث يمكن للناس أن يبدأوا ممارسة حياة صحية من جديد. ولكن هذا غير ممكن عندما يلاحق نظام الأسد شعبه لأنه يتظاهر ويطالب بحياة أفضل.
سؤال: الشعب اللبناني يعاني على كل المستويات. حزب الله يحاول استيراد الفيول من إيران والولايات المتحدة تحاول أن تساعد في إيجاد حلول لأزمة الطاقة والنفط في لبنان عبر الاتصال بالبنك الدولي ومصر والأردن. هل حققتم أي تقدم في هذا المجال؟ وهل ستشكل الإنتخابات المقبلة الحل الوحيد المتبقي في الأفق للبنان؟
جواب: أعتقد أنني رأيت قبل أن آتي إلى هنا أن الحكومة اللبنانية أوضحت أنها لم تطلب أي نفط من الحكومة الإيرانية.
سؤال: ولكن حزب الله طلب؟
جواب: جيد. ولكنه ليس الحكومة بحسب آخر معلوماتي. سنراقب ذلك بعناية. وبالتأكيد لا نشجع الحكومات على إستيراد النفط من إيران لأنها تخضع للعقوبات ولكننا نتطلع إلى أي وسيلة ممكنة لمساعدة الشعب اللبناني ليس فقط في مجال النفط إنما أيضاً في المساعدات الإنسانية. لذلك الحكومة الأميركية هي أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني ليس فقط منذ انفجار المرفاً في آب من عام 2020 ولكن لسنوات عديدة مضت.
سؤال: وماذا عن الانتخابات التشريعية المقبلة. هل تعتقد أنها الحل الوحيد المتوفر في الأفق؟
جواب: نحن نؤمن بشدة بالديمقراطية ونعتقد أن الإنتخابات هي الوسيلة الديمقراطية الأفضل للشعب للتعبير عن رأيه. لذلك نريد أن نرى انتخابات عادلة وشفافة في لبنان ولكن لا يمكن للناس الإنتظار فإنهم بحاجة إلى حكومة تعمل الآن ويريدون أن تطبق حكومتهم إصلاحات تفيدهم الآن. ليس هناك أي سبب لعدم تمكن القادة السياسيين من التوافق على تحقيق ذلك. أعرف أن هناك وفداً من الكونغرس موجود في بيروت الآن يحمل نفس الرسالة هذه من المشرعين الأميركيين وسيستمع القادة السياسيون إلى نفس الرسالة من الرئيس بايدن والوزير بلينكن حتى يشكلوا حكومة قادرة على تحقيق إصلاحات.
سؤال: وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إعتبر أن خطة إدارة بايدن لإعادة فتح قنصلية أميركية في القدس فكرة سيئة. هل تتوقع إعادة فتح القنصلية قريباً؟
جواب: لا أذكر أن وزير الخارجية قال ذلك.
سؤال: قال ذلك اليوم.
جواب: هذا الأمر موضع نقاش دبلوماسي بين البلدين ولا نريد الدخول في تفاصيل ذلك.
سؤال: ولكن تتوقع إعادة فتح القنصلية قريباً؟
جواب: أتوقع أن يكون لدينا انخراط قوي مع الشعب الفلسطيني ومع الشعب الإسرائيلي. لأنه ما نحاول فعله الآن هو توفير الشروط التي بموجبها يمكن تحسين حياة الناس في إسرائيل والأراضي الفلسطينية وهذا يعني تحسين الكهرباء والمياه والعناية الصحية والتلقيح ضد كورونا. لماذا؟ لتوفير الظروف من أجل أن يصبح حل الدولتين ممكناً.
سؤال: سؤالان أخيران أحدهما عن اليمن. الحوثيون يواصلون الهجمات على السعودية ويقوضون جهود السلام. هل تخططون لإعادة إدراج الحوثيين على لائحة المنظمات الإرهابية بعدما لم يتعاونوا مع الأمم المتحدة وما زالوا يواصلون هجماتهم؟
جواب: لم نتردد في وضع أشخاص ومسؤولين حوثيين على لائحة العقوبات بالشكل المناسب. ولكن وضع كل المنظمة على لائحة الإرهاب صعبة وتخلق صعوبات لعملية تسليم الأغذية والنفط ولا نريد خلق هذا الوضع. وسنواصل التركيز على أفعال الأفراد ونحاول تغيير تصرفاتهم كي يتحول اليمن من أسوأ كارثة إنسانية في العالم ليصبح بلداً مستقراً ليس في حالة حرب مع جيرانه مثل السعودية وحيث يمكن لحكومة وحدة وطنية أن تبدأ بإعادة توحيد البلاد.
سؤال: سؤالي الأخير. إسلام القذافي سيترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجري في ليبيا في ديسمبر. هل لديكم مشكلة في ذلك؟
جواب: أعتقد أن كل العالم لديه مشكلة في ذلك. هو واحد من مجرمي الحرب. يخضع لعقوبات الأمم المتحدة ولعقوبات أميركية. من يترشح للانتخابات الرئاسية أمر يقرره الشعب الليبي ولكن نعم سيكون لدينا إلى جانب المجتمع الدولي الكثير من المشاكل إذا كان رجل مثله رئيساً لليبيا.