أطلقت ثانوية رفيق الحريري في صيدا العام الدراسي 2021 -2022 بلقاء لأسرة الثانوية من إداريين ومعلمين وموظفين وعاملين، شاركت فيه رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة النائبة بهية الحريري، وجرى خلاله تداول التحضيرات للسنة الدراسية الجديدة والتحديات الكثيرة التي تواجه هذه الانطلاقة.
وقالت الحريري في كلمة لها: “سنتان مرتا غير مسبوقتين، كان انتظام العام الدراسي خلالهما تجربة قاسية جدا لكنكم اجتزتموها بحرفية عالية. صحيح اننا تفاجأنا بالأزمة لكن كنتم على قدر المسؤولية، وما نتائج طلاب الثانوية في الشهادات الرسمية الا دليلا على ذلك واهنئكم واهنىء الطلاب على هذه النتائج، فتحية كبيرة لكل فرد منكم”.
وأضافت: “ان نجاح وتطور هذه الثانوية لم يكن ليتحقق، لو لم تكن هناك إرادة حقيقية بالتميز، وهذه الإرادة ستبقى موجودة طالما اسمها ثانوية رفيق الحريري. ولا شك ان الهدف والرؤية التي وضعتها المؤسسة للثانوية حققتها ولا تزال، لكن تحدياتها تختلف من فترة لأخرى. والظروف الاستثنائية التي مررتم بها في هاتين السنتين، نحن مررنا بها بين عامي 1980 و1990، لكن رغم كل الظروف والمراحل الصعبة خططنا واكملنا المسيرة واشتغلنا على رؤية تطوير المدرسة، ولم نتوقف وحجزت الثانوية مكانة متقدمة لها بين كبريات المدارس العريقة واصبح لها شخصيتها المميزة”.
وتابعت: “لا شك ان الأزمات التي نمر بها في لبنان، ليست جديدة وان كانت اقسى بتحدياتها، وربما لأنه مرت علينا فترات ارتحنا خلالها وشعرنا اننا مواطنون كأي مواطن في العالم، لنجد انفسنا اليوم نفتش عن رغيف الخبز والمازوت والبنزين والكهرباء والدواء وعمن بقي من الكفاءات وانتم ترون زملاء لكم هاجروا طلبا للرزق”.
وأردفت: “نحن في لبنان لم ننجح يوما ببناء دولة، وأمس كانت مئوية لبنان الكبير زائد سنة، واذا استعرضنا الأزمات التي مر بها البلد منذ الاستقلال ومراحل محاولات بناء الدولة نجد ان كل من فكر ببناء الدولة لبلد متنوع وغني بقدراته البشرية مثل لبنان كان يصفى، وآخرهم كان رفيق الحريري لأنه آمن بالبلد. مهمتنا ان نخلق إرادة مجتمعية ببناء الدولة، وان نبقى مؤمنين بأن التعليم هو الطريق الوحيد للتغيير وان المعرفة هي التي تبعدنا عن الجهل والتصادم وكل الموبقات”.
ورأت أن “مسألة مقاربة المشكلات التي تواجه العام الدراسي الجديد لا تزال قيد النقاش، وان هناك الكثير من المشكلات يجري العمل حاليا على إيجاد حلول لها ومنها موضوع النقل بالتنسيق الدائم مع بقية المدارس في الشبكة المدرسية لصيدا والجوار”.
وأكدت أن “مؤسسة الحريري كانت وستبقى عابرة للمناطق والطوائف والمذاهب وللقارات عبر خريجيها، ولن تتغير. فالحريرية منذ بداياتها آمنت بالتعددية ولم تؤمن بالانكفاء والانكماش، وهذه قيم أساسية بالنسبة لنا، لأن هذا البلد اذا فقد احد مكوناته الوطنية لا تعد له قيمة، فقيمته بتعدديته. وعلينا ان نشتغل على ترسيخ هذه القيم لدى الأجيال”.
وتحدثت الحريري عن أوضاع المعلمين والظروف المعيشية والحاتية الصعبة التي يواجهونها مع بدء العام الدراسي، فأعلنت أن “مؤسسة الحريري بصدد دراسة خطة دعم لكل مكونات الثانوية.
وتوجهت الى معلمي ومعلمات الثانوية بالقول: “انتم مواطنون ولكم الحق بالحياة الكريمة، ونحن نحاول قدر الإمكان العمل على تأمينها ضمن الإمكانيات المتاحة. فلا تفقدوا الطاقة الايجابية وليكن ايمانكم كبير برسالتكم وبقدراتكم الذاتية وبالمؤسسة التي تحتضنكم. كل سنة وانتم بخير وان شاء الله كما تخطينا مشاكل وازمات كثيرة سنتخطى هذه المرحلة الصعبة معا. أتمنى لكم سنة دراسية طبيعية وموفقة، ونسأل الله تعالى ان تكون سنة خير على البلد ونأمل أن تشكل الحكومة التي تتصدى للأزمات وتخفف الهموم عن الناس”.
بعد ذلك، جرى حوار بين الحريري وافراد الهيئتين الإدارية والتعليمية في الثانوية، تناول الشأن التربوي وأوضاع المعلمين وتحديات العودة الى المدرسة في ظل الأزمات الحياتية المتفاقمة وانعكاسها على المواطنين والأسرة التربوية.