كشفت مصادر مواكبة للإتصالات لـ”الجمهورية” ان “لا أحد يمكنه ان يؤكد ولا ان ينفي المناخات التفاؤلية بولادة الحكومة من عدمها، كما ان لا أحد يمكنه تقدير ما إذا كانت هذه الأجواء مفتعلة أم حقيقية، وما إذا كانت موضوعية أم مضخمّة، ولكن الثابت والأكيد ان الساعات والأيام القليلة المقبلة ستثبت صحة هذه المناخات او عكسها، فإذا خرج الدخان الأبيض من اللقاء الـ14 الذي يمكن انعقاده في اي وقت بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي وصدرت مراسيم التأليف تكون المساعي قد نجحت فعلا في حلحلة العقد، وإلا يكون الهدف من هذا التفاؤل المفرط هو التنصُّل من مسؤولية التعطيل والشروط المرتفعة السقوف”.
واضافت هذه المصادر انه “إذا صحّت الروايات المسربة عن ان العقدة المتبقية امام تأليف الحكومة تنحصر في حقيبة وزارية من هنا واسم من هناك، فيعني أنه من الخطيئة في مكان عدم ولادة الحكومة، لأن من غير المسموح في ظل أوضاع كارثية تتجه نحو انفجار اجتماعي ان تتم الإطاحة بتشكيلة حكومية برمتها بسبب خلاف حول حقيبة وزارية، وبالتالي هذا التطور الإيجابي إن صحّ حصوله يشكل إدانة للمعنيين بالتأليف في حال عدم الدفع نحو توليد الحكومة فورا، في اعتبار ان ما هو “مبرر” في حال عدم الاتفاق على معظم التشكيلة، لا يصحّ في حال انحسار العقدة بواحدة. فالجهة التي تصرّ على تعميم المناخات الإيجابية متكئة على رمي مسؤولية التفشيل على غيرها لن تنجو من فعلتها المكشوفة إذا كان هذا مقصدها وهدفها، لأنه لا يوجد اي تبرير لا من قريب ولا من بعيد يمكن ان تقدمه للرأي العام بأنها أطاحت تشكيلة تمّ الاتفاق فيها على توزيع معظم الحقائب الوزارية والأسماء لمجرّد عدم الاتفاق على اسم”.
وفي مطلق الحالات ما هي إلا ساعات سيظهر معها الخيط الأبيض من الأسود، فإما تصدر مراسيم التأليف، وإما لا حكومة في المدى المنظور ويجب الاستعداد للأسوأ، ومن الواضح ان العهد أراد ان يظهر أمام وفد الكونغرس الأميركي انه حريص على تأليف حكومة سريعا انطلاقا من معرفته بالرغبة الأميركية في قيام حكومة، ورغبته في تحسين صورته لدى الأميركيين، كما الظهور أمام اللبنانيين الذي يمضون يومياتهم في الذل والخوف على أنه لا يتحمّل مسؤولية استمرار الفراغ.
ومن الواضح في هذا المشهد المفعم بتعميم الإيجابيات ان الرئيس المكلّف لم يعد في وارد مواصلة اللقاءات مع رئيس الجمهورية من أجل الصورة ومن دون الوصول إلى النتائج المرجوة، وهذا يعني أن اللقاء المقبل إما ان يكون حاسما في اتجاه صدور مراسيم التأليف، وإما لن يعقد، وتراجع وتيرة اللقاءات بين الرئيسين او توقفها مسألة غير إيجابية، كما ان دخول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط الوساطة يعني ان العلاقة بين الرئيسين وصلت إلى حدها، وان التعاون بينهما لن يُفضي إلى حكومة من دون وساطة، وكل هذه العوامل لا تبشِّر بالخير.
وهناك من يقول ان الهدف من ضخّ الإيجابيات هو حرف الأنظار عن العقدة الأساس التي ما زال الرئيس المكلّف في غير وارد التسليم بها وهي “الثلث المعطل”، فيتم إيهام الرأي العام بأن العقدة تتصل بالحقائب والأسماء، فيما هي في غير مكان تماماً.