Site icon IMLebanon

موقف إيراني لافت… ما المطلوب من لبنان؟

جاء في “المركزية”:

في موقف لافت ونافر، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم أن بلاده مستعدة لبيع وإرسال الوقود إلى لبنان، في حال طلبت الحكومة اللبنانية ذلك. وشدد على استعداد بلاده لبيع منتجاتها النفطية لزبائنها الجدد، مضيفا أن في حال رغبت الحكومة اللبنانية والتجار اللبنانيون في شراء الوقود الإيراني، فإن طهران مستعدة لبيع وإرسال الوقود الى لبنان ولتزويده بالمزيد إذا ما ظهرت لديه حاجة لذلك، معربا عن تأييد مقترح الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، والخاص بإنهاء هذه الأزمة ضد اللبنانيين مشيدا “بكسره الحصار الذي اصطنعه الكيان الصهيوني ضد الشعب اللبناني”. وذكر أن “لا توجد قيود في مجال توسيع العلاقات الثنائية مع لبنان، وفي دعم بلاده المستمر للحكومة والجيش والمقاومة”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن هذه المواقف ليست مهمة او “خطيرة” من حيث مضمونها فقط، بل من حيث “شكلها” ايضا، اذ ان تصريحاته جاءت خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، امس، حيث هنأه الأخير باختياره ضمن الحكومة الإيرانية الجديدة، وتوليه حقيبة الخارجية، بحسب ما أفادت وكالة “إرنا”، صباح اليوم، مشيرة الى ان باسيل انتقد بدوره سياسات مَن يريدون تجويع اللبنانيين، من أجل تحقيق أهدافهم السياسية، داعيا إلى توسيع شامل للعلاقات بين الطرفين، اللبناني والإيراني، مع تبادل وجهات النظر مع عبد اللهيان، بشأن تطورات المنطقة.

وبغض النظر عن الجواب الذي يمكن ان يكون سمعه من باسيل فيما نحن في خضمّ معركة تأليف الحكومة الجديدة، يبدو واضحا مما قاله عبداللهيان، وفق المصادر، ان الجمهورية الاسلامية تحاول الدفع نحو جر الدولة اللبنانية الى التعاون مع ايران نفطيا، عبر قوله: “نحن مستعدون لارسال الوقود اذا طلبت الحكومة اللبنانية من ايران ذلك”. فطهران اليوم، صحيح سترسل النفط الى بيروت، لكن بالتنسيق مع “حزب الله” حصرا، وصحيح ايضا انها تعتبر لبنان من الدول الاربع التي تسيطر عليها اي العراق واليمن وسوريا، لكن ذلك حاصل عبر فائض قوة حزب الله في الداخل وعبر هيمنته على المؤسسات الدستورية وعلى القرارات الكبرى في البلاد… الا ان القيادة الجديدة المتشددة، يبدو لم تعد تكتفي بذلك، بل تريد اغراق “لبنان الشرعي” بشكل واضح وصريح في محورها، عبر جرّه الى التواصل والتنسيق العلنيين والمباشرين معها، بينما لا تزال اصداء مواقف الوفد النيابي الاميركي الذي زار لبنان الاربعاء، والمحذرة من عقوبات على الدولة في حال تعاونت مع طهران، يتردّد صداها في لبنان!

حتى اللحظة، لا يبدو أن لبنان الرسمي سيخطو هذه الخطوة، فوزير الطاقة ريمون غجر اعلن منذ ايام انه لم يتلق اي طلب لاستقبال نفط من ايران، لكن الخشية كبيرة من ان يصر الحزب، في حال بقيت حكومة تصريف الاعمال هي الحاكمة او في حال تمكّن من تشكيل حكومة بشروطه هو وحليفه البرتقالي، على الذهاب نحو هذا الخيار الخطير. من هنا، لا بد للرئيس المكلف من التنبة جيدا الى توازنات تركيبته. وللتذكير، ايران لا ترسل الينا النفط كهبة، بل ستتقاضى ثمنه بشكل او بآخر، ولن يكون الثمن “ماليا” فقط بل “سياديا” ايضا، وكلفته عالية جدا في الجانبين. وللتذكير ايضا، فإن طهران التي سترسل كميات نفط بالكاد “تبلّ ريق” الحاجة اللبنانية، ولا تُعرَف نوعيته ايضا، قد تقطع مساعداتها عن بيروت في اي لحظة ترى فيها نَفسا استقلاليا لا يعجبها. ولنا في ما جرى في العراق التي قطعت عنها طهران الكهرباء، بعد قيام انتفاضة فيه رافضة الهيمنة الايرانية، لنا في هذا العقاب خير دليل على شكل “المساعدات” الايرانية…