جاء في “المركزية”:
هي معلومات لافتة لكن غير مفاجئة، تلك التي نشرتها في الساعات الماضية صحيفة “إندبندنت” البريطانية، وكشفت فيها عن توسيع الميليشيات الإيرانية لنفوذها في سوريا عبر شراء العقارات والاستيلاء على الأراضي، خصوصاً عند الحدود مع لبنان. بحسب الصحيفة، فإن “حزب الله” هو الجهة التي تتصدر قائمة الميليشيات هذه، مشيرةً إلى أن الحزب يعمل على شراء ومصادرة الممتلكات العقارية في المناطق الحدودية، كما اشترى الأراضي في أطراف العاصمة دمشق، مؤكدة أن عناصر ومقاتلي الحزب اشتروا نحو 875 قطعة أرض في ضواحي دمشق، و315 شقة في مناطق مختلفة. ولفتت إلى أن الميليشيات الموالية لإيران اشترت منذ مطلع العام الجاري أكثر من 370 قطعة أرض حول منطقة الزبداني، وما لا يقل عن 505 قطعة أخرى في منطقة الطفيل الحدودية اللبنانية. كما استولت على شقق وفيلات فاخرة في منطقة بلودان شمال غربي دمشق، التي تعد واحدة من أبرز الأماكن السياحية في سوريا.
وحذّرت الصحيفة من أن “مسلحي الميليشيات الإيرانية يسعون لشراء ومصادرة المزيد من الممتلكات المستقلة في مناطق الحدود السورية اللبنانية”.
وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ”المركزية”، فإن هذه الحركة ليست بجديدة. بل منذ سنوات يعمل “الايرانيون” في سوريا، بغطاء كامل من النظام، على تعديل ديموغرافي منظم للنسيج السوري، حيث لم يكتف بشار الاسد بتهجير القرى السنية التي لا تدين له بالولاء التام، الى خارج البلاد او الى مناطق محددة داخلها، بل ذهب نحو محو اي أثر لهم في مسقط رأسهم لتفادي عودتهم، كما سمح للفصائل الايرانية بالحلول مكانهم وبشراء اراضيهم وبيوتهم، على ان يقطن فيها من يؤيد النظام فقط، من علويين وسنّة وشيعة. بذلك، تضيف المصادر يتطلع الاسد الى تأبيد نفوذه وسيطرته على سوريا ارضا وحكما.
في الموازاة، لاءمت هذه العملية تماما القوى الايرانية، اذ اعتبرت ان التوسع في الميدان السوري يسمح لها بتثبيت وجودها في سوريا على مرمى حجر من الكيان العبري، كما ان انتشار الحزب على الحدود اللبنانية- السورية، يتيح له اشرافا اسهل على حركة تنقل السلاح والمسلحين والاموال من طهران الى بيروت.
وبينما تصر تل ابيب على التصدي لهذا التوسع، بغطاء تام ومطلق من الاميركيين، وتؤكد انها لن تسكت عنه، تشير المصادر الى ان الوجود الايراني في سوريا وتمدد الحزب على الحدود بينها ولبنان، سيكونان طبعا مدار بحث في مفاوضات فيينا، المعلقة حتى الساعة. ووفق المصادر اذا لم ترض طهران بالابتعاد عن حدود اسرائيل دبلوماسيا، فإن الخيار العسكري سيصبح واردا بقوة، ليس فقط عبر غارات جوية اسرائيلية بل عبر عمليات اكبر وأوسع…
يشار الى ان في نيسان الماضي، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تحركات الميليشيات الموالية لإيران تتواصل قرب الحدود السورية-اللبنانية، برعاية “حزب الله” الذي يعد القوة الضاربة ومتزعم المنطقة هناك لشراء الأراضي الواقعة على الشريط الحدودي بين البلدين، ضاربة بعرض الحائط القانون السوري الذي يمنع بيع وفراغ الأراضي الحدودية. كما أوضح المرصد أن الميليشيات الإيرانية قامت حينها بشراء أكثر من 165 قطعة أرض في منطقة الزبداني، وما لا يقل عن 250 قطعة أرض في منطقة الطفيل الحدودية. وصادرت تلك الميليشيات، بحسب المرصد، الشقق الفارهة والفلل في منطقة بلودان ومحيطها بدعم مطلق من قبل الحزب الذي يعمل على تسهيل أمور الميليشيات باعتباره القوة الأكبر هناك.