Site icon IMLebanon

عون باقٍ… “التيار” في حالة إنكار أم دفاع؟

جاء في “العرب اللندنية”:

أثار البيان الذي أصدره التيار الوطني الحر بشأن بقاء الرئيس اللبناني ميشال عون والحديث عن مخطط لإسقاطه تساؤلات بشأن خلفية هذا الكلام، وهل أن الحزب الذي يرأسه جبران باسيل، صهر الرئيس عون، في حالة إنكار للواقع أم دفاع عن النفس بنفي الانتقادات التي يتلقاها على أكثر من جهة حتى من أنصاره.

وأكد المجلس السياسي للتيار السبت أن “القوى الماضية في مخططها لإسقاط رئيس الجمهورية ستفشل حتما في تحقيق هدفها، لكنّها في المقابل ستكمل الحصار على الشعب المهدد بالفوضى والتجويع وفقدان الدواء والطاقة”.

وقال في بيان أصدره عقب اجتماعه الدوري إن “الذين يدّعون دعم دولة الرئيس المكلّف ويعرقلون في الوقت عينه تشكيل الحكومة لدفع الرئيس المكلّف للاعتذار، يتحملون المسؤولية عما يترتب على ذلك من انفجار اجتماعي يهدد الأمن والاستقرار”.

وبات الرئيس وحزبه يتعرضان لانتقادات شديدة بسبب تحالفهما مع حزب الله وتخلّيهما لأجل إنجاح هذه العلاقة عن الشعارات التي رفعاها خلال السنوات الماضية.

وهاجم نشطاء على مواقع التوصل أداء رئيس الجمهورية وحمّلوه مسؤولية أزمة الكهرباء التي يعيشها البلد، ما اضطره إلى البحث عن حلول ظرفية عبر إيران وسوريا بشكل يزيد من رهن لبنان لحزب الله وحليفيه في طهران ودمشق.

وقال أحد النشطاء إن الرئيس عون بات، خلال تحالفه مع حزب الله، لا يرى أيّ حاجة لدى التيار الوطني الحر لمكافحة الفساد، واسترداد الأموال المنهوبة، ولا يدافع عن قضاء غير مسيّس، ودولة خالية من الميليشيات.

وخلص إلى أنه بسبب هذا التحالف “لم يعد عندنا كهرباء ولا اقتصاد ولا سياحة ولا سيادة ولا أمن ولا أمان”.

وتقول أوساط مقربة من التيار إن الحزب يشعر بتراجع شعبيته بسبب التحالف مع حزب الله، وأن الشكوك طالت أنصاره قبل خصومه، لكنه لا يقدر على التراجع لأنه ربط مصيره بمصير حزب الله، وأن أغلب اللبنانيين باتوا يساوون بين الطرفين، وكذلك الأطراف الخارجية التي ترى في الرئيس عون محاورا باسم حزب الله أكثر من كونه ممثلا لمختلف الأفرقاء في لبنان.

وتعتقد هذه المصادر أن لا بديل أمام الحزب سوى مراجعة هذا التحالف بالرغم من أن ذلك قد يقود إلى نتائج عكسية لما يريده الرئيس عون الذي يسعى للحفاظ على علاقة بحزب الله تمكن صهره باسيل من الحلول مكانه في مؤسسة الرئاسة بعد عام من الآن تاريخ نهاية مدته الرئاسية الحالية.

وتساءل النائب بيار بوعاصي عضو تكتل “الجمهورية القوية”، “هل أصبح التيار الوطني الحر ونوابه شركة توزيع مازوت؟ كيف يستطيع نواب التيار تأمين مادة المازوت رغم شبه انقطاعها عن البلاد والعباد؟ إن كان المازوت غير متوافر كيف ولماذا يتوفر بوساطة نواب التيار؟ وإن كان متوافرا، لمَ حاجة المواطنين والبلديات لنواب التيار للحصول عليه؟ إنها زبائنية فاسدة ومذلة لأغراض انتخابية رخيصة. لماذا على المواطن أن يستجدي حقه للحصول عليه؟ هل تذكرون معنى عبارة حق المواطن؟”.

ومنذ أشهر يعاني لبنان شحا في الوقود، ما تسبب في إقفال بعض المحطات أبوابها، فيما يشهد البعض الآخر ازدحاما كبيرا يتخلله في الكثير من الأحيان وقوع شجارات.

وتعد أزمة الوقود إحدى أبرز انعكاسات الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ أواخر 2019، حيث تسببت في انهيار مالي، وعدم وفرة النقد الأجنبي الكافي لاستيراد الوقود من الخارج.