كتبت جمال نازي في “العربية”:
سلط العديد من خبراء الصحة الضوء على ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية لدى الشباب، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع Boldsky.
وتحدث النوبة القلبية عندما يتم منع تدفق الدم إلى القلب، وهو ما يمكن تعريفه ببساطة بأنه موت عضلات القلب، بسبب نقص إمداد الدم الذي يحدث عادة عندما تسد جلطة دموية الشريان الذي يغذي عضلة القلب.
ويتطور الانسداد نتيجة لتراكم الدهون والكوليسترول والمواد الأخرى، مما يؤدي إلى تكوين طبقة في الشرايين وبالتالي منع تدفق الدم عن طريق الانقسام لتشكيل جلطات. تُعرف النوبات القلبية أيضًا باسم احتشاء عضلة القلب، وهي حالات طبية طارئة خطيرة تتطلب عناية طبية فورية.
ارتفاع بنسبة 53% في 5 سنوات
وتحدث النوبة القلبية في معظم الحالات نتيجة الشيخوخة. لكن، في السنوات الأخيرة، لوحظ أن هناك ارتفاعا في عدد الشباب الذين يعانون من النوبات القلبية. ففي حين كان المتعارف عليه هو أن الرجال، الذين يبلغون من العمر 45 عامًا أو أكثر، والنساء الذين تبلغ أعمارهم 55 عامًا أو أكثر، هم أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية من الرجال والنساء الأصغر سنًا، إلا أن الأرقام الأخيرة تشير إلى خلاف ذلك.
وتفيد تقارير إحصائية بأن المخاطر العرضية ارتفعت بنسبة 53% في غضون 5 سنوات بالكثير من البلدان.
النوبة القلبية بين الشباب
لم تعد مشاكل القلب اليوم تتعلق بكبار السن، وإنما يعاني منها عدد كبير من الشباب أيضًا. ويرجع الخبراء الأسباب إلى نمط الحياة المستقرة أو الكسل وعدم ممارسة الرياضة.
تظهر البيانات أن النوبات القلبية والمشاكل الصحية المتعلقة بالقلب أصبحت أكثر شيوعًا في الفئة العمرية الأصغر عما كانت عليه قبل 10-15 عامًا. وتم ملاحظة ارتفاع على مدى السنوات القليلة الماضية في معدل الإصابة، مع ظهور تقارير عن النوبات القلبية لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عامًا.
أسباب الإصابات بين الشباب
تظهر البيانات العالمية أن نسبة البالغين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، والذين يعانون من نوبة قلبية ارتفعت بنسبة 2% سنويًا خلال السنوات العشر الماضية. تسبب أمراض القلب النوبات القلبية.
تحدث معظم النوبات القلبية بسبب أمراض القلب التاجية، وهي حالة تسد الشرايين التاجية باللويحات الدهنية. يمكن أن يؤدي تراكم المواد المختلفة إلى تضييق الشرايين التاجية والإصابة بمرض الشريان التاجي، وهو السبب الرئيسي للنوبات القلبية.
يمكن أن تحدث النوبات القلبية أيضًا بسبب تمزق الأوعية الدموية، وفي حالات نادرة جدًا، تحدث بسبب تشنج الأوعية الدموية. وتشمل الأسباب الأساسية لتطور التراكم أو التمزق ما يلي:
1. التدخين:
يُوصَف بأنه أحد أكبر عوامل الخطر للإصابة بمرض الشريان التاجي بين الشباب، ويزيد التدخين من خطر الإصابة بالنوبات القلبية بمقدار الضعف مقارنة بمن لا يدخنون. أشارت إحدى الدراسات إلى أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية متعلقة بالقلب ثماني مرات.
2. التوتر:
في حين أن المستويات الطبيعية من التوتر يمكن التحكم فيها، فإن الحالات المفرطة يُنظر إليها على أنها من الأسباب الرئيسية للإصابة بنوبة قلبية مفاجئة.
3. السمنة:
نظرًا لأن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يحتاجون إلى المزيد من الدم لتزويد أجسامهم بالأكسجين والمواد المغذية، فإنها تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم – وهو سبب شائع للنوبات القلبية.
4. أسلوب الحياة:
أصبحت النوبات القلبية إلى حد كبير مرضًا متعلقًا بنمط الحياة. ارتبط تناول نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والدهون المتحولة والكوليسترول وقلة ممارسة الرياضة وأنماط الحياة غير الصحية الأخرى بالنوبات القلبية لدى الشباب.
عوامل الخطر للنوبات القلبية
وفقًا لما ذكره الأطباء، فإن العدد المتزايد من المضاعفات القلبية الوعائية المفاجئة يرجع أساسًا إلى تغير أنماط الحياة الحديثة وعادات الخمول، والتي تتزايد، خاصة منذ بدء حظر التجوال والإغلاق بسبب جائحة كورونا.
ويأتي على رأس قائمة عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بنوبة قلبية لدى الشباب ما يلي:
التدخين والاستخدام المفرط للتبغ
نمط الحياة الخامل (عدم ممارسة أنشطة بدنية)
سوء التغذية
ضغط عصبي
تاريخ عائلي أو خطر وراثي
السمنة وارتفاع مستويات مؤشر كتلة الجسم
تعاطي المخدرات
ارتفاع مستويات الكوليسترول
داء السكري
الاكتئاب السريري
علامات النوبة القلبية المفاجئة
ويمكن أن تسبق النوبة القلبية المفاجئة العلامات التالية:
ضغط وضيق في الصدر أو الذراعين يمكن أن يصل إلى الرقبة والفك
غثيان
عرق بارد
دوار مفاجئ
تعب
مع ضرورة ملاحظة أن تلك الأعراض هي الشائعة عادة للنوبات القلبية إلا أنها لا يعني أن كل شخص سيكون لديه نفس الأعراض.