Site icon IMLebanon

البنزين الإيراني على محك المواصفات: مطابق أم غير مطابق؟

جاء في “المركزية”:

فيما الأنظار شاخصة إلى الاجتماع الثلاثي المرتقب بعد غد الأربعاء بين وزراء النفط والطاقة في كل من لبنان ومصر والأردن للبحث في آلية استقدام الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، تنحبس الأنفاس ترقباً لدخول المازوت الإيراني إلى لبنان ثم شحنات البنزين التي وعدت بها إيران “حزب الله” لرفده بالدعم في ظل أزمة المحروقات المستفحلة في لبنان.

الخبر قد يُثلج صدر الحزب وأنصاره، لكنه يثير مخاوف كبيرة لدى غالبية اللبنانيين من ألا يكون بالجودة المطلوبة وبالتالي غير مطابق للمواصفات المعمول بها في لبنان، وأن تكون مادة الأوكتان فيه أقل من المطلوب أي 91 بدل 95 أو 98 أوكتان، على غرار البنزين الإيراني الذي دخل فنزويلا أخيراً وكان ذات نوعية رديئة وأدّى إلى ما أدى إليه من أضرار تقنية… فبدل أن “يكحّلها عماها”.

إذ سبق أن كشف خبير نفط  فنزويلي أن بلاده “توقفت عن استخدام البنزين الإيراني بعدما تبيّن لها أنه غير صالح، في حين تقاضت إيران مقابل شحنتَي البنزين كمية من ذهب فنزويلا”… فهل سيتكرّر الأمر مع لبنان؟! خصوصاً أن إيران لن تُرسل المحروقات مجاناً لمساعدة لبنان، بل ستقبض ثمنه في المقابل. فهي لم تعتَد يوماً على تقديم أي مساعدة مجانيّة إلا لأذرِعها العسكرية، فعلى سبيل المثال سبق ومدّت المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” بالصواريخ بهدف خلق معادلة رَدع مع إسرائيل، وهنا تساءلت أوساط معارِضة في السياق “لو أرسلت إيران هذه الصواريخ إلى الجيش اللبناني كهِبة ومساعدة، ألم يكن قادراً على خلق معادلة الرّدع مع إسرائيل؟!”.

وذكّرت الأوساط بأن حزب الله “بفضل فائض القوة لديه أحكم القبض على الدولة بكل مقوّماتها: فهو يتحكّم بالمرافق والمرافئ الجويّة والبريّة والبحريّة، وبشبكة الاتصالات، وبالصحة عبر إرسال الدواء الإيراني، وبالنفط عبر تخصيص لبنان بالمحروقات الإيرانية، وبالمال عبر القرض الحسن، وبالاقتصاد عبر السِلع الإيرانية وبالأمن عبر صواريخه وسلاحه وتنظيمه العسكري”.

هذه الوقائع تدفع إلى السؤال الآتي “هل البنزين والمازوت الإيرانيان صالحان للاستعمال في لبنان؟ أم أنهما أحد الأبواب التي تُطل منها إيران لدعم “حزب الله” في لبنان سياسياً ومعنوياً…؟”.

خبيرة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هاتانيان أوضحت لـ”المركزية” أن “نوعية البنزين الإيراني الذي سيدخل لبنان، غير معروفة لغاية الآن، ومجرّد أن هذه الشحنة لم تدخل بالطرق والمعابر الشرعية وبالتالي لم تخضع للفحوصات اللازمة، فلا مجال بتاتاً لمعرفة نوعيّة هذا البنزين الذي دخل السوق اللبنانية”.

ولفتت إلى أن “إيران قد تكون أرسلت نوعية جيدة أو أقل جودة، وما حصل سابقاً مع فنزويلا هو الدليل الأبرز إلى ذلك، حيث دخلت أراضيها ثلاث بواحر محمّلة كميات من البنزين الإيراني ذات نوعية رديئة ما ألحق أضراراً كبيرة بالسيارات وغيرها… ثم عادت وأرسلت إليها في وقت لاحق شحنات بنزين بنوعية أفضل”.

وتابعت: لذلك من غير الممكن معرفة نوعية البنزين الإيراني الذي دخل الأراضي اللبنانية، إلا في حال طرأت حوادث تقنية تُظهر رداءة نوعيّته كما حصل تماماً في فنزويلا.

وفي طبيعة الحال “هناك وقت لوصول شحنات البنزين الإيراني، إذ أننا في انتظار وصول باخرة المازوت أولاً” على حدّ تعبيرها.

وشرحت هاتانيان في السياق، أن “البواخر التي تحدث عنها الحزب ستكون محمّلة بالمازوت وليس بالنفط الخام، لأنه سبق وأعلن نصرالله في إطلالاته أنه سيستقدم البنزين من إيران ثم تحدث عن استقدام بواخر مازوت، وبالتالي هو مادة مكرّرة مثل المازوت الذي يدخل لبنان عبر الشركات الخاصة، ما يمهّد لاستخدامه لزوم المولدات الكهربائية الخاصة، وذلك بهدف حلحلة أزمة الكهرباء”.

وذكّرت بأن “المشكلة تكمن في أن قطاع النفط والغاز الإيراني يخضع لعقوبات، وكل مَن يتعامل مع إيران في هذا المجال ستطاوله العقوبات حتماً، والدليل أنه فور وضع قانون العقوبات على إيران حيّز التنفيذ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، قررت شركة توتال الفرنسية الانسحاب من إيران تجنباً لتلك العقوبات”.