Site icon IMLebanon

القهوة مُفيدة لأدمغتكم… إلّا إذا!

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

يمكن لقهوتكم الصباحية أن تحمل فوائد كثيرة لأدمغتكم. فبالإضافة إلى تعزيز الوعي، والتركيز، والمزاج، يمكن لهذا المشروب أن يملك خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب. لا بل أكثر من ذلك، تبيّن أنّ احتساء القهوة باعتدال قد يخفّض خطر الأمراض التنكسية العصبية، مثل الألزهايمر والباركنسون، وفق مراجعة نُشرت عام 2017 في «Archives of Medical Science». غير أنه لا يمكن الاستمتاع بكل هذه المنافع، إلّا إذا تمّ شرب القهوة بشكل صحيح!

في الواقع، يُخطئ العديد من الأشخاص في التعامل مع القهوة، والمُقلق أنّ شربها بطريقة سيّئة يمكن أن يشكّل تهديداً جدّياً لصحّة العقل. ولقد عرضت مديرة «Headache and Traumatic Brain Injury Center» في جامعة كاليفورنيا سان دييغو الطبيبة نينا ريغينز أخطاء شائعة يرتكبها الناس عند شرب القهوة، من شأنها التقليل من القدرات المعرفية، وتحديداً:

الإفراط فيها

في حين أنّ احتساء القهوة باعتدال قد يملك خصائص وقائية لصحّة الدماغ، إلّا أنّ كثرتها قد تضرّ أكثر ممّا تنفع. ولقد توصلت دراسة نُشرت خلال حزيران عام 2021 في «Nutritional Neuroscience» إلى أنّ شرب أكثر من 6 أكواب قهوة في اليوم مرتبط بحجم دماغ أصغر وبزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 53 في المئة. واستناداً إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية، يمكن للبالغين الذين يتمتعون بصحّة جيّدة الحصول على 400 ملغ من الكافيين يومياً، أي نحو 4 أكواب من القهوة. شرط الأخذ في الحسبان المصادر الأخرى للكافيين التي يمكن تناولها أيضاً خلال اليوم، مثل الشاي، ومشروبات الطاقة، والشوكولا.

شربها في وقت متأخر

في حين أنكم قد تلجأون إلى الكافيين لتعزيز طاقتكم خلال منتصف اليوم، غير أنّ فنجان القهوة المتأخّر قد يُشعركم بالتوتر والقلق ويمنعكم من النوم. ويرجع السبب إلى أنّ الكافيين، الذي هو عبارة عن مُركّب مُحفّز، يبقى في مجرى الدم لوقتٍ طويل بعد احتساء آخر رشفة. ويبلغ نصف عمر الكافيين نحو 5 ساعات، ما يعني أنه يمكن أن يستغرق ضعف الوقت، أي 10 ساعات، حتى يخرج من الجسم كلّياً. وتكمن المشكلة في أنّ قلّة النوم ليست مفيدة إطلاقاً لصحّة الدماغ، بحيث قد تؤدي إلى مشكلات في التعلّم، والتركيز، والتفاعل، وفق «National Heart, Lung, and Blood Institute». ومع مرور الوقت، يمكن لليالي الحرمان من النوم أن تزيد من تراكم بروتين «بيتا-أميلويد» الموجود في الدماغ والمرتبط بضعف الإدراك والألزهايمر، بحسب «National Institutes of Health». يُنصح إذاً بتفادي الكافيين قبل 6 ساعات على الأقل من موعد الخلود إلى الفراش.

وضع الكثير من السكّر

إذا كنتم تُضيفون السكّر إلى قهوتكم، فإنكم لا تقدّمون لأدمغتكم أي فائدة على الإطلاق! فلقد كشف بحث عام 2019 في «Clinical Interventions in Aging» أنّ البالغين الذين يُفرطون في استهلاك السكّر يعانون ضعف الوظيفة الإدراكية. وبالنسبة لأي شخص، فإنّ الارتفاع المُزمن للسكّر في الدم يمكن أن يؤدي إلى انكماش الدماغ ويؤثر في اتصاله الوظيفي، وفق «Harvard Medical School». المطلوب الامتناع عن إضافة السكّر أو أقلّه خفض الكمية المُضافة إلى الكوب.

الإقلاع سريعاً

عند محاولة التخلّص من عادة الكافيين، يُستحسن القيام بذلك تدريجاً. فإذا كنتم تستهلكون القهوة بانتظام، فإنكم قد تواجهون أعراض الانسحاب عند التخلّي عنها سريعاً، مثل الصداع وصعوبة التركيز. ولتجنّب ذلك، خفّضوا جرعة الكافيين شيئاً فشيئاً. ببساطة، حاولوا التناوب بين القهوة العادية وتلك منزوعة الكافيين، ثمّ انتقلوا ببطء إلى مزيد من الأنواع الخالية من الكافيين، وفق «Cleveland Clinic».