جاء في “المركزية”:
لا جديد محليا على خط تشكيل الحكومة، والتخبط سيد الموقف منذ ايام، حيث لم تتمكن الوساطة التي يضطلع بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من خرق جدار الشروط والشروط المضادة المتبادلة بين طرفي التأليف اي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي.
ازاء هذا الانسداد، تحرّك الخارج من جديد، محذّرا ومنبّها ومستعجلا الحكومة. فهل ستفعل هذه الضغوط فعلها؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن الايام القليلة المقبلة ستظهر نجاحها اوعقمها… امس، سُجّل موقف فرنسي ـ ايراني لافت، حيث أكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أنّ “إيران تدعم تأليف حكومة لبنانية قوية قادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني”. وأشار إلى أنّ “الشعب اللبناني يعاني من العقوبات الاقتصادية، وفي إمكان فرنسا أن تلعب دوراً في رفع هذه العقوبات”، معتبراً “أنّ بذل إيران وفرنسا و”حزب الله” الجهود لتأليف حكومة لبنانية قوية، يمكن أن يكون لمصلحة لبنان”. وأضاف: ”لن نتردّد قي تقديم كل أنواع المساعدات الانسانية للبنانيين، ومستعدون للتعاون مع فرنسا لتنمية لبنان”. وحسب بيان للرئاسة الايرانية، فإنّ ماكرون “أعرب عن أهمية التعاون الفرنسي- الإيراني مع “حزب الله” اللبناني، لتشكيل حكومة قوية وفاعلة في هذا البلد”.
وفق المصادر، فإن هذا الاتصال يشكّل اشارة واضحة الى ان لحزب الله وايران، دورا في عملية التأليف وفي تعطيلها. الضاحية صحيح لا تضع شروطا ومطالب ولا تتدخل في التشكيل، الا ان تفرّجها وإحجامها عن التدخل لدى حلفائها وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يدلان الى ان تأخير الولادة الحكومية يناسب تماما الاجندة الايرانية التي تقضي بإبقاء الحكومة أسيرة كورقة يمكن ان تفاوض عليها طهران في فيينا.
في الاثناء، تردد ان لقاء سيجمع في الساعات القليلة المقبلة، الوزير باسيل الى وفد من حزب الله، وسيعكس هذا التواصل، بحسب المصادر، مدى جدية ايران في تسهيل التأليف ومدى التزام ادارتها الجديدة بتنفيذ ما اشار اليه رئيسها لجهة “مساعدة” لبنان، علما ان الامر نفسه تحدث عنه سلفه الرئيس حسن روحاني، ولم تولد الحكومة حتى الساعة. فالايرانيون معروفون بـ”التقيّة” في السياسة، حيث يعلنون دائما، خلاف ما يضمرون! ولا يمكن في هذا المجال الا التوقف عند تغريدة للنائب جميل السيد امس كتب فيها ” الحكومة إلى النور خلال ٤٨ ساعة؟! خلال ال٢٤ ساعة الماضية جرت أتصالات أميركية رفيعة من واشنطن بالرئيسين لتشكيل الحكومة بأسرع وقت، بالإضافة إلى مسعى فرنسي مكثّف، نتج عن ذلك تفاهم شبه نهائي على حكومة من ثمانية وزراء لكل فريق، إذا صعد الميقاتي غداً أو بعده الى بعبدا، ستولد الحكومة… مبدئياً اللعبة في آخرها، وكل طرف سيحصل على ضماناته، ولاحقاً حديث عن القطبة المخفيّة، والشكر لباخرة السيّد”.
هل استوت طبخة التأليف فعلا؟ اذا أنزل الحزب باسيل عن شجرة مطالبه، ستحقق عجلات ابراهيم الذي زار بعبدا اليوم بعد زيارته بلاتينوم مساء امس، تقدما ملموسا على درب التشكيل، بما يقود ميقاتي الى القصر خلال ايام لتولد الحكومة، والا فإن التخبط سيستمر وسيذهب ميقاتي الى الاعتذار او الاعتكاف…