جاء في “المركزية”:
اثر اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء عن وصول نفط ايراني الى بيروت خلال ايام، قصدت السفيرة الأميركية دوروثي شيا قصر بعبدا مبلغة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الولايات المتحدة تبحث عن صيغة تتيح للبنان استجرار الغاز من مصر الى الاردن فلبنان، عبر سوريا، للمساعدة في حل ازمة كهربائه والمحروقات، قبل ان يحط وفد من الكونغرس الاميركي في لبنان ايضا الاسبوع الماضي قائلا ان الاخير ليس مضطرا للتعاون مع ايران نفطيا …
هذه المواقف فُسّرت، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، على انها ضوء اخضر اميركي للتواصل مع دمشق رسميا وبحث سبل التعاون بين الدولتين لايصال الغاز من مصر الى لبنان عبر سوريا… قد يكون هذا التفسير في مكانه، لكن جزئيا…ففيما تلفت الى ان الآلية التي اشارت اليها شيا لم تُقرّ او تتضح معالمها بعد، ما يعني ان الوفد الوزاري الى سوريا استعجل هذه الزيارة، تقول المصادر ان واشنطن قد تغض النظر عن تنسيق تقني لا اكثر، على غرارالاجتماع المتوقع انعقاده الاربعاء، حيث يستضيف الاردن وزراء الطاقة المصري والسوري واللبناني، لبحث سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن.
عند هذا الحد، شكلا ومضمونا وحضورا، يفترض ان يتوقف التواصل اللبناني الرسمي مع دمشق، ويجب ان ينحصر بهذا الشق التقني لا اكثر… لكن بحسب المصادر، يبدو فريق الممانعة ضحك في سرّه للموقف الاميركي واعتبره اتى “شحمة على فطيرة” سعيه الدؤوب والمستمر لتطبيع العلاقات بين بيروت والشام وتعزيزها وتفعيلها، كعاصمتين شريكتين في محور المقاومة في المنطقة.. والا فكيف يفسّر حج مَن يدورون في فلكه، سريعا الى دمشق ؟! اذ لم يكد الوفد الوزاري- الذي كان يجب منطقيا، ولإبعاد “الشبهات” السياسية التطبيعية عنه، ان يقتصر على اللواء عباس ابراهيم- يعود منها السبت، حتى قصدها رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان الاحد مع وفد درزي كبير ضمّ الشيخ نصر الدين الغريب والوزير رمزي المشرفية ووئام ّوهاب وصالح الغريب بالإضافة إلى نائب الأمين العام لحركة النضال اللبناني طارق الداوود وعدد من المشايخ والفاعليات الدرزيّة والمجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني. وخلال اللقاء، أكّد الأسد على “العلاقة اللبنانية- السورية وضرورة انتقالها ممّا كانت عليه إلى علاقة مؤسّسات ومصالح مشتركة”. كما اكد أنّ “سوريا ستسهّل كلّ ما يخدم الأشقاء اللبنانيين”، مقترحاً فكرة “إقامة مشاريع إنتاجية مشتركة على صعيد الطاقة البديلة”، ومبدياً “استعداد بلاده لوضع بعض أراضيها الشاسعة في خدمة مشاريع مشتركة ومشاريع إنتاجية”. واذ تتوقف عند “الفوقية” في تعاطي الاسد مع الازمة اللبنانية ليس فقط بابداء استعداده للمساعدة فيما شعبه بأمسّ الحاجة للمساعدة، بل ايضا باستقباله وزراء لبنانيين وعدم احترام بروتوكول اللقاءات الدبلوماسية، تسأل المصادر، هل سيُستدعى السفير السوري في بيروت لابلاغه احتجاج لبنان البروتوكولي على تغييب العلم اللبناني عن قاعات الاجتماعات في الشام، ام لن يفعل لبنان الرسمي لا في بعبدا ولا في قصر بسترس اي شيء تجاه هذه “الاهانة” التي تعكس رغبة دمشق الدفينة الدائمة باستتباع لبنان؟
في عود على بدء، تضيف المصادر، يبدو ان ثمة من يحاول الاستفادة من قبة الباط الاميركية غازيا، لإحياء مشاريع قديمة جديدة دائمة الوجود على أجندته.. لكن حذار الذهاب بعيدا وتجاوز الخطوط الحمر، تتابع المصادر، فواشنطن لن تسكت لا عن تعاون اقتصادي يخرق قانون قيصر بين بيروت والشام، ولا عن سقوط لبنان نهائيا في المحور الايراني…