أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على وجود المسيحيين ودورهم في لبنان هي قيام دولة قوية وسيدة وقادرة وتملك هوية خاصة بها وهذا تحديداً ما تسعى اليه “القوات اللبنانية” والسبب الذي من أجله إستشهد شباب المقاومة اللبنانية.
وفي مقابلة عبر “لبنان الحر”، قال: “شهداؤنا ليسوا ملكنا كقوات لبنانية ولا نستثمرهم في السياسة بل نحن ملكهم واوفياء لشهادتهم وتضحياتهم وأحلامهم. انا لا اقول ان الناس ملزمة بخياراتنا لأنه سقط من صفوفنا شهداء ولكن في المقابل لا اقبل قطعاً ان يلمح احد يوماً ان القوات تستغل دماء الشهداء. كان لي فخر التعرف اليهم والعمل معهم الكتف الى الكتف وكان جرحي عميقاً بخسارتهم لذا دوماً استلهمهم. شبابنا لم يستشهدوا كي نحل مكان الدولة اللبنانية بل كي نمكنها من القيام بدورها ومنع اضمحلالها. لذا من يتنكر لتضحيات شهدائنا هو يتنكر لمشروع الدولة الفعلية. شهداؤنا ابعد من مقاومة إنهم مشروع وطن”.
وتابع: ” لا يوجد شهداء في العالم اعطوا حياتهم لدولتهم ومجتمعهم وثقافتهم وهويتهم وتم التنكر لتضحياتهم كشهداء المقاومة اللبنانية. هذه جريمة كبرى ليست فقط بحقهم بل بحق الوطن وأحد الاسباب ان في داخل البيت الواحد تم التنكر لهم في لعبة سياسية ضيقة لا ترتقي الى نقطة دم أو عرق من هؤلاء الشباب. للاسف حين دخلت اللعبة السياسية لضرب القوات اللبنانية انطلاقاً من ضرب شهدائها تم المس بما هو مقدس، تم تعريض المجتمع اللبناني وخصوصا المجتمع المسيحي للكثير من المخاطر”.
ورداً على سؤال، أجاب بو عاصي: “تاريخ المقاومة اللبنانية يعود حتى الى ما قبل البطريرك يوحنا مارون. فلبنان مشروع دولة منذ البدء والمسيحيون منذ الفي سنة حتى اليوم يؤمنون بأهمية وجود دولة تحمي وجودهم وتصون حقوقهم وتحفظ لهم دورهم على ألا يأتي ذلك على حساب أي مكوّن آخر”.
بو عاصي شدد على أن إلتزامه العمل بالشأن الوطني من خلال إطار القوات اللبنانية كان خيار حياة، وأضاف: “تنقّلي بالمهام من مصلحة الطلاب الى الدورة الاولى للضباط في معهد بشير الجميل والمرحلة العسكرية الى النضال الاغترابي في فرنسا الى ترؤس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات” الى الوزارة ثم النيابة اليوم يهدف لبناء مجتمع يلتزم بكرامة الانسان وسعادته قبل اي شيء وتحرير لبنان من اي وصاية”.
كما توجّه الى الشباب بالقول: “احترموا تضحيات من سبقوكم ولا تعيشوا في الماضي بل للمستقبل والسلام ولكن ابقوا دوما مستعدين للدفاع عن كرامة المجتمع وحرية الانسان وحق الفرد وعسى الا تضطروا الى ذلك”.
ورداً على سؤال، أجاب: “الغلبة بين مشروع الجمهورية القوية ومشروع الدولة الاسلامية في لبنان ستكون لمن هو اصلب ومقتنع بطرحه اكثر ويمتلك سلاح دعم الناس وهذا ما يحسم المعارك المصيرية لا الصواريخ والراجمات. ثمة عقد اجتماعي بين الافراد في المجتمعات المتجانسة وبين الافراد والجماعات في المجتمعات المركبة كما هو الحال في لبنان الذي يجب ان يكون دولة متكافئة ومتجانسة وهويتها تعددية وجامعة في آن”.
وأردف: “هل وضع اليد على الاموال في المصارف وطوابير البنزين وشحّ الادوية يطال فقط الموارنة او السنة او الشيعة او الدروز ؟! المسألة غير مرتبطة بالتوازنات الطائفية بل بإدارة الشان العام بنزاهة وشرف وشفافية ووفق رؤية واضحة. لنحل هذه المشاكل قبل التلهي بمؤتمر تأسيسي جديد او بلعبة العدد وهذا منطق لا يستقيم”.
وختم بو عاصي: “نحن قاومنا ضد الوطن البديل وضم لبنان الى سوريا ونقاوم اليوم مشروع الجمهورية الاسلامية في لبنان ومشروع التسلط والفساد. المقاومة لا تكفي وحدها فهي ردة فعل والمطلوب فعل اي بناء وطن”.