جاء في المركزية:
“هم ليسوا بكفار ولا حتى متنكرين لطائفتهم وانتماءاتهم ودماء شهدائهم….بس الجوع كافر”. وعند لقمة العيش المغمسة بالفقر والعوز والحرمان، وفي موازاة إهمال السياسيين وتقاعسهم تسقط كل الإعتبارات .
من زاوية هذه “الإعتبارات” أراد حزب الله التسلل إلى عمق معقل الطائفة السنية في عكار، عن طريق “تقديم هدية إلى أهالي الشهداء والجرحى هي عبارة عن 30 مليون ليرة لبنانية لكل عائلة شهيد، و15 مليون ليرة لبنانية لكل جريح، إضافة إلى مساعدات ستتابع مع رؤساء واتحادات بلديات ومخاتير الدريب”.
الهدية التي قدمها رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق بتكليف من أمين عام حزب الله حسن نصرالله وصلت…والمكتوب قُرِأ من عنوانه…فهل ثمة بعد هدايا معلبة أو أخرى مفخخة؟ وما هي ابعاد المساعدات التي قدمها الحزب لضحايا جرحى ومتضرري انفجار التليل في عكار؟
في السياق، أكد وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي لـ”المركزية” ” أن محاولة اختراق حزب الله للبيئة السنية من خلال جوع ومأساة أبناء التليل فاشلة. فهذا الحزب الذي يمد يده اليوم لمساعدة أهالي ضحايا ومصابي التليل هو من تسبّب في تجويع الناس وإذلالهم أمام المحطات من خلال نتيجة عصاباته الممنهجة في تهريب المحروقات إلى سوريا”.
وأشار ريفي إلى أن محاولة تسلل حزب الله إلى قلب منطقة عكار بهدف كسر عنفوان أهلها وتطويعهم جوبهت بالرفض من قبل غالبية الأهالي الذين رفضوا مقايضة دم أولادهم بحفنة من المال. وأبدى تفهمه لقبول بعض العائلات “الفدية” المالية التي قدمها لهم الحزب”فهؤلاء لا حول لهم ولا قوة .لكن المسؤولية تقع أولا على القيادة السنية الغائبة عن وجع أبنائها في عكار وتحديدا عن أهالي ضحايا ومصابي انفجار تليل وعلى الهيئة العليا للإغاثة التي اكتفت بدعمهم معنويا وعاطفيا”.
وقال: “إنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها حزب الله التسلل إلى المناطق اللبنانية حيث النسيج الطائفي المختلف والمعارض للهيمنة الإيرانية من خلال ذراع حزب الله. فسرايا المقاومة وُجدت لاختراق المناطق المسيحية والسنية والدرزية وقد فعلتها مرارا بالسلاح والإشكالات الأمنية المتنقلة. وعندما اكتشف أن كل هذه المحاولات أبعد من أن يحقق سياسة تمدده وفرض هيمنته انتقل إلى سياسة “الهدايا الإنسانية المفخخة”.
وختم ريفي” مما لا شك فيه أن الحزب استغل تقصير القيادة السنية لكنه لن ينجح في تطويع أبناء عكار واستغلالهم من خلال لقمة عيشهم. فمن لوث ثيابه بدماء الشهداء الأبرار لم ولن يتمكن من أن يخترق هذه الأرض ليبني عليها مشروع جمهورية إيران”.
أما رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط أوضح عبر “المركزية” أن عكار وشمال لبنان كانتا ولا زالتا العمق الوطني والاسلامي لاهل السنة في لبنان، والخزان البشري للجيش اللبناني. وعلى رغم الحرمان والبطالة إلا أن أبناء عكار يتميزون بالوطنية والعروبة والفروسية والتفاعل مع المشكلات المحلية”. ولفت إلى أنه “منذ بداية عهد الرئيس ميشال عون تسلل التيار الوطني الحر السياسي الى بعض البلدات في عكار مستخدما تحالفه مع حزب الله ونفوذه في السلطة الحاكمة وفي وزارة الطاقة تحديدا لتوزيع مغانمها من المحروقات تجاريا وسياسيا وانتخابيا على الانصار والازلام والمحاسيب من هنا وهناك من الوسط العكاري، وتهريبا منظماً ومبرمجاً الى خارج الحدود الى سوريا لجني ثمار التهريب مالا وثراء على حساب الفقراء وطوابير الذل والعار على ابواب الافران والصيدليات ومحطات المحروقات والغاز في كل مناطق عكار”.
وأضاف عريمط” ما ان فجعت عكار واهلها بانفجار خزانات تجار الموت في بلدة التليل حتى تسلل حزب الله بحرفية عالية ومعه النفوذ الايراني إلى عمق المأساة العكاريه مستغلاً تقصير السلطة الحاكمة وأهمالها ، واستفاد من تقاعس نواب عكار والسياسين والاغنياء فيها عن واجباتهم الوطنية في لملمة الجرح العكاري المظلوم، والتعويض على اهالي الشهداء والمصابين ليعلن عن تقديم تعويضات مالية لعائلات الضحايا والشهداء والجرحى من ابناء عكار”.
وتابع:” ليس خافيا على أحد أن هذه التعويضات تحمل في ظاهرها طابعا إنسانيا وأخلاقياً تقبّله المواطن العكاري بحسن نية وشكر لمعروف. إلا أن باطنها يخفي اختراقاً خطيراً للوطنيه العكارية وتمدداً مرفوضاً للمشروع الصفوي الفارسي. وما حصل ويحصل من اختراقات سياسية واجتماعية وربما أمنية من اكثر من جهة محلية واقليمية لمناطق عكار وطرابلس وشمال لبنان يؤشر لإمكانية استخدام هذه المناطق واهلها في الصفقات المشبوهة “. وختم القاضي عريمط مطمئنا بأن “عكار واهلها وطرابلس وشمال لبنان لن يكونوا ورقة بيد النفوذ الايراني، وسيبقون عنواناً للوطنية والكرامة والوحدة لمواجهة كل التحديات والاختراقات المشبوهة”.