كشف تقرير لوكالة “بلومبرغ”، أن “حزب الله” يستغلّ الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في لبنان لتعزيز نفوذه وكسب المؤيّدين عبر إغرائهم بـ”الخبز والحليب”.
واوضحت الوكالة أن “الخبز العادي تحوّل إلى رأس مال سياسي في لبنان المحطم اقتصاديا، لكن لا أحد استغل عملة الزيت والحليب والخبز كما استغلها حزب الله المدعوم من إيران”.
فبينما يعيش لبنان أزمة اقتصادية خانقة، أثرت في القدرة الشرائية للمواطنين، وفي ظل ندرة غير مسبوقة في المواد الأساسية، وارتفاع رهيب في الأسعار يعمل “حزب الله” حثيثا لاستغلال حاجة المواطنين لتثبيت ركائز وجوده كدولة داخل الدولة، كما يشير منتقدوه عادة.
ونقلت الصحيفة شهادات مواطنين لبنانيين يعيشون في مناطق نفوذ الحزب، لم يجدوا خيارا سوى اللجوء إليه من أجل الحصول على شيء من الخدمات التي يقدمها لأنصاره في ظل عجز المؤسسات الحكومة عن توفير الخدمات الأساسية.
يقول مواطن، فضّل عدم الكشف عن هويته حفاظا على سلامته، للصحيفة، إنه وبالرغم من معارضته لـ”حزب الله” وفكره، إلا أن وضعه الاقتصادي أجبره على اللجوء إليه، خصوصا وأنه يعيش في أحد معاقله.
الرجل البالغ 36 عاما، قال إن أحد أقاربه ساعده على الحصول على بطاقة تمكنه من الوصول إلى المستودعات التابعة لـ”حزب الله” والتي تتكدس فيها بضائع من لبنان وسوريا وإيران.
جعلت الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في لبنان قرابة نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر وفق البنك الدولي، مع توقّع خبراء اقتصاديين اضمحلال الطبقة الوسطى في بلد كان حتى الأمس القريب يُعرف باسم “سويسرا الشرق” ويشتهر بمرافقه وخدماته ومبادرات شعبه الخلاقة.