في نبأ لم ينزل ابدا بردا وسلاما لا على اللبنانيين ولا على مساعي تأليف الحكومة التي يبدو حققت تقدما كبيرا، بينما تحتاج البلاد الى دعم دولي عربي خليجي “من غيمة” لمساعدتها على وقف الغرق في الحفرة التي تتخبط فيها اقتصاديا وماليا ومعيشيا… أحبطت قوات الأمن السعودية بالتنسيق مع الجهات النظيرة في جمهورية نيجيريا محاولة تهريب نحو 450 ألف قرص من الامفيتامين إلى المملكة، بواسطة إحدى شبكات إنتاج وتهريب المخدرات المرتبطة بتنظيم “حزب الله”، وذلك عن طريق البحر من لبنان إلى جمهورية نيجيريا الاتحادية، قبل شحنها إلى دولة أخرى وإرسالها إلى المملكة.
وكانت الشحنة مخبأة داخل معدات ميكانيكية كما صرّح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية العقيد طلال الشلهوب. ونوه المتحدث الأمني بالتعاون النيجيري الإيجابي في متابعة وضبط المواد المخدرة، مؤكدا أن “المملكة مستمرة في متابعة النشاطات الإجرامية التي تستهدف أمن المملكة وشبابها بالمخدرات، والتصدي لها وإحباطها، والقبض على المتورطين فيها”.
هذا الخبر يأتي بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ليثبت ان خيار ليس فقط جر لبنان الى المحور الايراني، بل ايضا استخدامه للاساءة الى العرب والخليجيين، أشقاء لبنان التاريخيين وسنده في وقت الشدة، لا يزال قائما، رغم كل ما تسبب به من مصائب لبيروت شعبا ودولة ومؤسسات واقتصادا وسياحة. لبنان الرسمي عقد اجتماعات ولقاءات لا تعدّ ولا تحصى اثر قرار المملكة وقف استيراد المنتجات الزراعية من لبنان بعد حشوها بملايين الحبوب المخدّرة في ايار الماضي. فكانت جلسات للمجلس الاعلى للدفاع وللقادة الامنيين والعسكريين في بعبدا او خارجها، لتوجيه رسالة الى الرياض، فحواها ان بيروت ستواجه هذه الافة وتتصدى لها جديا وعمليا عبر تكثيف مراقبة التهريب والمعابر الشرعية منها وغير الشرعية. كما تم آنذاك توقيف اشخاص كثر ضالعين في تصنيع الكبتاغون وتصديره، وقد برزت حينها اسماء افراد على علاقة بشكل او بآخر بحزب الله…
لكن بعد اشهر على هذه الحركة كلّها، تبيّن، تضيف المصادر، أنها بلا بركة. ذلك ان موقف الدويلة لا يزال اقوى من موقف الدولة التي ارتضت في الواقع التنازل عن هيبتها وعن سيادتها على الحدود وفي الداخل، لصالح الحزب، والدليل ان حركة تصدير المخدرات لم تتوقف.
وسط هذه الاجواء القاتمة، وفيما بواخر النفط الايراني تبحر نحو المتوسط لتنقل المحروقات، بناء على تنسيق من الحزب مع القيادات الايرانية، الى بيروت، بحرا او برا لا فرق، هل يعتقد عاقل ان الخليجيين عموما، والمملكة خصوصا، في وارد مدّ يد العون من جديد للبنان- الدولة؟ وهل فعلا، لا يزال الرئيس المكلف نجيب ميقاتي – الذي اقترب من التحول رئيس حكومة كامل الصلاحيات الا اذا – يراهن على انه، اذا اختار مع القوى السياسية كلّها ومعظمها من قوى 8 آذار بقيادة حزب الله، وزراءَ اختصاصيين، سيتمكّن من كسب ثقة “الأخوة” العرب من جديد؟! إنه “أمل إبليس بالجنة”، وما لم تنتفض الشرعية لـ”كرامتها” ولاستعادة سلطتها على الارض وعلى القرار من الحزب، لن يكون لا دعم ولا تعاون عربي مع اي حكومة تؤلَّف، تختم المصادر.