عادت حركة مرفأ بيروت إلى طبيعتها بعدما أوجدت المديرية العامة للجمارك حلاً موقتاً للمعاملات الجمركية إثر توقف برنامج “نجم” بفعل إحالة المعنيين كافة إلى التحقيق.
هذا التطوّر نقله رئيس غرفة الملاحة الدولية إيلي زخور لـ”المركزية” كاشفاً إلى ذلك، تعليق إضراب عمال الـBCTC التي تدير محطة الحاويات في المرفأ “نتيجة تسديد إدارة المرفأ الدولار النقدي لإدارة المحطة من أجل إصلاح الأعطال بعد اعتماد الآلية الجديدة لجهة الجباية بالدولار النقدي بعيداً عن وضع اليد على مواردها المالية” .
ولفت إلى أن “عدد الرافعات التي تعمل في المحطة أصبح ٧ ويُتوقع أن يرتفع إلى 8 و١٠ بعد شهر عندما يتم إصلاح أعطالها”.
وشدّد في السياق، على “ضرورة تشكيل حكومة جديدة تأخذ على عاتقها إطلاق مناقصة محطة الحاويات خصوصاً في ضوء التغيّرات التي حصلت في المرفأ وعدم استغلالها من قبل الشركة التي ستفوز بها، علماً أن الدولة اللبنانية كانت تتقاضى ٦٠ في المئة من الإيرادات والبقية للشركة المشغّلة، والمفترض ألا تتراجع عن هذه النسبة على رغم تراجع حركة المسافنة بنسبة في المئة”
وأوضح زخور أن “تراكم الأزمات وأبرزها انفجار المرفأ كان لها تداعيات مأساوية على عملنا، ولا يمكن الاستمرار في المماطلة السياسية في ما خصّ تشكيل الحكومة، لأن عملية إعادة إعماره مستحيلة من دون وجود حكومة”.
ووصف “الحلول التي تجري في المرفأ بأنها موقتة في انتظار تشكيل حكومة قادرة وفاعلة وتتمتع بالثقة الدولية، لنبدأ بالحلول الجذرية طويلة الأمد”.
ظاهرة غير مسبوقة
وفي المقلب الآخر، يشهد قطاع النقل البحري في العالم أحياناً كثيرة، مبادرة بعض التجار أو المستوردين إلى استئجار بواخر لشحن الحبوب أو السكر أو الأسمدة وغيرها من السلع أو البضائع لحسابهم الخاص، أو استئجار ناقلات لحسابهم الخاص أيضاً لشحنها بالنفط أو الغاز أو المازوت وغيرها من المشتقات البترولية.
لكن من النوادر جداً أن يشهد قطاع النقل البحري العالمي أن تاجراً أو صاحب مصنع أو معمل… ، يستأجر سفينة مستوعبات بكاملها لحسابه الخاص، ويشتري مستوعبات لحسابه الخاص أيضاً من أجل تأمين شحن مصنوعاته أو منتجاته!
وتحدث زخور عن ظاهرة غير مسبوقة في قطاع النقل البحري العالمي مؤخراً، عندما أقدمت عليها شركة IKEA السويدية العملاقة الناشطة في ميدان تصنيع وبيع الأثاث والمفروشات والأدوات المنزلية في مختلف أنحاء العالم.
ففي ظل النقص المتواصل في القدرة الاستيعابية للشحن على خطوط سفن المستوعبات، والازدحام المتزايد في مرافئ الشحن و التفريغ، والارتفاع الجنوني بأجور الشحن، بدأت شركة IKEA استئجار سفن المستوعبات وشراء المستوعبات لحسابها الخاص، وقامت بشحن مصنوعاتها ومنتجاتها في هذه المستوعبات وعلى متن تلك السفن، وتأمين وصولها الى متاجرها المنتشرة في أنحاء العالم في المواعيد المتوقعة لها ومن دون تأخير.
وعزت الشركة هذه العملية غير المسبوقة، إلى تعذّر إيجاد أماكن على السفن لشحن مصنوعاتها، والتأخير المستمر في تأمين شحنها، ما أدّى إلى عدم توفر بعض منتجاتها في عدد كبير من متاجرها وتكبّدها خسائر فادحة.
ويُتوقع أن يحذو المزيد من الشركات والمصانع العملاقة في العالم، حذو IKEA في حال استمر قطاع النقل العالمي عاجزاً عن توفير القدرة الاستيعابية المطلوبة لحركة التجارة العالمية، ومواصلة أجور الشحن البحري ارتفاعها الجنوني.