Site icon IMLebanon

طرابلس تستقبل التأليف باهتمام أكبر من التكليف

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

هادئة كانت أجواء مدينة طرابلس يوم أمس، حيث الحركة خفيفة في شوارعها، والأوضاع المعيشية الضاغطة تطغى على مجمل الجو العام، وطوابير السيارات المتوقفة أمام المحطات تملأ جوانب الطرقات التي بدت خالية من أي حركة، في مشهد قديم جديد اعتادت عليه منذ مدة.

هذا المشهد خرقه صوت الرصاص بعد صلاة ظهر الجمعة، فطالت رصاصات طائشة بعض السيارات المارّة في شوارع المدينة. وعلى عكس أجواء التكليف، تعامل الطرابلسيون مع أجواء التأليف باهتمام أكبر هذه المرة، وبينما كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتحدث من قصر بعبدا بُعيد إعلان مراسيم تشكيل الحكومة برئاسته، علت في سماء مدينته طرابلس أصوات الرشقات النارية، من أولئك الفرحين بتشكيل الحكومة برئاسته.

مناصرو ميقاتي نشروا صوره على وسائل التواصل الإجتماعي، مذيلة بعبارات التهاني والتبريك، واعتبر البعض الآخر أن الحكومة “ليست إلا صورة طبق الأصل عن سابقاتها، حكومة عونية مع ثلث معطّل باسيلي”. وفضّل آخرون عدم الخوض في الموضوع لا سلباً ولا إيجاباً، بانتظار أن تباشر الحكومة عملها ليُبنى على الشيء مقتضاه.

الصرّافون في المدينة كانوا قبلة المتخوّفين من انخفاض سعر صرف الدولار، في محاولة منهم لبيع ما لديهم من دولارات أو جزء منها، إذ شهد يوم أمس الجمعة هبوطاً في سعر صرف الدولار، وسط إشاعات انتشرت في الأوساط وبين التجار عن هبوط سعر صرف الدولار إلى حدود 12 ألف ليرة لبنانية بعد إعلان مراسيم التشكيل . ولئن حاول البعض التقليل من أهمية تشكيل الحكومة على مجريات الواقع العام وحياة الناس، تبقى الحكومة الميقاتية الثالثة هذه موضع اختبار لدى الناس ولدى أبناء مدينة طرابلس بالتحديد، حتى يبان لهم خيطها الأبيض من الأسود، وحتى يروا إنجازاتها على الأرض في أكثر من ملف، لا سيما في تأمين المواد الضرورية للحياة اليومية من كهرباء وبنزين ومازوت وغيرها.

مكتب الرئيس ميقاتي كان ينشر أمس نشاطاته على صفحته على موقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي، إذ أدّى فريضة الجمعة في الجامع العمري الكبير ثم انتقل إلى قصر بعبدا معلناً ولادة الحكومة الجديدة. أنصاره ومحبّوه انهالوا بعبارات التهنئة، بينما لسان حال المواطنين لا سيما أبناء طرابلس والشمال من غير المناصرين بغالبيتهم، كانوا بتعليقاتهم يقولون: “سنرى الأفعال ونحكم على الأداء، وعندها نقول مبروك دولة الرئيس أو لا نقول”.