كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
تماماً كما هو الحال بين فقدان الوزن وخسارة الدهون، من الشائع التفكير في أنّ حساسية الطعام وعدم تحمّل الطعام يتشابهان حتماً، ولكنّ الأمر غير صحيح إطلاقاً. فاستناداً إلى «Cleveland Clinic»، إنّ الأول يعني أنّ الجهاز المناعي يتفاعل تجاه مكوّن ويحاربه لاعتقاده بأنه ضارّ، أمّا الثاني فيحدث نتيجة استجابة الجهاز الهضمي لتناول طعام أو مشروب معيّن يعجز الجسم عن تفكيكه.
في حين أنّ عدم تحمّل الطعام قد يكون مؤلماً وغير مُريح، إلّا أنه عموماً لا يهدّد الحياة كما هو حال حساسية الطعام. وإذا كنتم تشكّون في معاناتكم من عدم تحمّل الطعام، إليكم أبرز علاماته الشائعة التي تحدّث عنها اختصاصي الطب الباطني وأمراض الجهاز الهضمي الدكتور نيكت سونبال، من مدينة نيويورك:
النفخة والغازات
إنّ التعرّض بشكلٍ مفرط للنفخة والغازات يُعتبر من أكثر علامات عدم تحمّل الطعام شيوعاً، فبعد تناول وجبة كبيرة مليئة بالألياف، من البديهي مُعاناة القليل من النفخة والغازات. ولكن عندما تصبح هذه الأعراض غير مُريحة أو مؤلمة وتحدث في كل مرّة تستهلكون فيها طعاماً معيّناً، فقد ترمز إلى عدم تحمّل الطعام.
ألم مِعوي
إنّ الأوجاع المِعوية تكون عادةً مُصاحبة لكثرة النفخة والغازات، وهي تُشير حتماً إلى عدم تحمّل الطعام. صحيح أنّ الألم في المعدة يختلف من شخص إلى آخر، ولكن عندما يحدث بسبب عدم تحمّل الطعام، فإنه يكون عبارة عن تشنّج في وسط البطن وأسفله.
الإسهال
عندما يعجز الجسم عن هضم بعض المأكولات أو تفكيكها، فإنّ الإسهال يكون حتماً من بين الآثار الجانبية. إذا كنتم تشكون الإسهال مِراراً بعد الأكل، فقد يكون لديكم ضعف في وظيفة الجهاز الهضمي حيال بعض الأطعمة.
الصداع
قد يبدو الأمر مُفاجئاً، لكنّ أوجاع الرأس تُعتبر علامة أخرى لعدم تحمّل الطعام، وفي الحالات الشديدة، يمكن لهذه المشكلة أن تُحفّز حتى الصداع النصفي. إنّ الـ»IgG» هي من أكثر أنواع الأجسام المضادة شيوعاً في الدم. وعندما تتناولون طعاماً يعتبره الجسم بمثابة تهديد، فإنه يفرز هذه الأجسام المضادة في مجرى الدم، والتي قد تسبب عند بعض الأشخاص ألم الرأس والصداع النصفي.
التعب
هل سبق لكم أن شعرتم بالخمول بعد حصولكم على طعامٍ معيّن؟ في حين أنّ ذلك قد يحدث نتيجة انخفاض السكّر في الدم، ولكن أحياناً يمكن للتعب أن يُشير إلى عدم تحمّل الطعام. فعند تناول مأكولات يعجز الجسم عن معالجتها، تنتج الغدد الكظرية هورمون التوتر المعروف بالكورتيزول للمساعدة على محاربة الالتهاب وخفضه. ويمكن لذلك أن يسبّب التعب إذا كانت الغدد الكظرية تفرز الكورتيزول بانتظام تصدّياً لاستجابة الجسم الالتهابية.
الأنواع الأكثر شيوعاً
أمّا بالنسبة إلى أنواع عدم تحمّل الطعام الأكثر شيوعاً على الإطلاق، فتشمل وفق د. سونبال:
– اللاكتوز: يُعتبر عدم تحمّل هذا النوع من السكّر الموجود في منتجات الحليب من أبرز أشكال عدم تحمّل الطعام. ووفق حالة كل شخص، يتطلّب الأمر إمّا حذف المأكولات التي تحتوي على اللاكتوز أو خفض كميتها. ورغم أنّ مشتقات الحليب مليئة بالفيتامينات والمعادن، فإنه يمكن الاستمرار في بلوغ هذه المنافع أثناء تفادي اللاكتوز من خلال اختيار بدائل الحليب المدعّمة، مثل حليب اللوز.
– الغلوتين: إنه عبارة عن بروتين موجود في القمح، والجاودار، والشعير ومشتقاتها. في حال عدم تحمّل الغلوتين، يمكن للجهاز الهضمي أن يواجه الالتهاب والاضطراب عند تناول هذه الحبوب.
– البيض: إستناداً إلى «Cleveland Clinic»، يمكن لبعض الأشخاص مُعاناة أعراض عدم تحمّل الطعام عند تناولهم البيض.
– المكسّرات: على رغم أنّ عدم تحمّل المكسّرات لا يكون عادة شديداً، كما هو حال حساسية المكسّرات، إلّا أنه قد يسبب انزعاجاً هضمياً شديداً.