كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
إنّ الأكل الصحّي والشيخوخة الصحّية يتماشيان سويّاً، بحيث أنه كلما تألّفت الوجبات من مأكولات مغذّية، جنباً إلى العادات الجيّدة مثل الرياضة المنتظمة والسيطرة على التوتر، كلما زاد احتمال عيش حياة أطول.
غير أنّ الإفراط في تناول بعض المغذيات قد يرفع احتمال الإصابة ببعض الأمراض المُزمنة ويعوق إمكانية التقدّم في العمر بشكلٍ صحّي.
من هذا المُنطلق، تنصحكم اختصاصية التغذية فيليس فامولارو، من الولايات المتحدة الأميركية، بوضع حدّ للمواد الغذائية التالية:
السكّر
يمكن لكثرة السكّر أن تعزّز خطر الإصابة بالسكّري وترفع مستويات التريغليسريد لتُفاقم بذلك أمراض القلب. ناهيك عن أنّ الغذاء الغنيّ بالأطعمة المصنّعة، بما فيها السكّر، مرتبط بالبدانة. بدلاً من ذلك، يُفضّل إدخال مزيد من الخضار إلى الأطباق، والالتزام بحصص أصغر من الكربوهيدرات، والانتباه إلى السكّر المُضاف المدوّن على الملصقات الغذائية.
النيترات
إنه عبارة عن مركّبات تُستخدم لحفظ بعض المأكولات وتحسين مظهرها، مثل اللحوم المصنّعة (الهوت دوغ، ولحم الخنزير المقدّد، واللحوم الباردة). وعند المبالغة في تناولها، يمكن للأطعمة التي تحتوي على النيترات، أن تؤدي إلى أمراض القلب من خلال التسبب بتصلّب الشرايين وتضيقها. كذلك يبدو أنّ لها علاقة بتطور الإصابة بالسكّري وأنواع عديدة من السرطان. فلا بأس من الاستمتاع بهذه المأكولات من حينٍ إلى آخر، ولكن بشكلٍ عام ابتعدوا عنها قدر المُستطاع.
الصوديوم
يؤدي الإفراط في الصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. ولسوء الحظّ، من السهل جداً المبالغة في استهلاك الملح، خصوصاً أنّ مأكولات كثيرة، كتلك المعلّبة والفائقة التصنيع، قد تحتوي على 1400 ملغ من الصوديوم في الحصّة الواحدة، علماً أنه يُنصح باستهلاك أقل من 2000 ملغ من الصوديوم في اليوم. لا غِنى إذاً عن قراءة الملصقات الغذائية. أي منتج غذائي يؤمّن 20 في المئة أو أكثر من القيمة اليومية يُعتبر عالياً بالصوديوم. لخفض هذا الأخير، يجب البحث عن المأكولات التي تؤمّن أقل من 700 ملغ في الحصّة، وتعزيز استهلاك الخضار والفاكهة.
الدهون المتحوّلة
اعتبرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الدهون المتحوّلة، التي تُستخدم لتعزيز المذاق والتركيبة ومدة صلاحية الأطعمة المصنّعة، غير آمنة. ويرجع السبب إلى قدرتها على رفع الكولسترول السيّئ وخفض مستويات نظيره الجيّد وزيادة خطر أمراض القلب، والسكتات الدماغية، والسكّري من النوع الثاني، وفق جمعية القلب الأميركية. لا بل تبيّن أيضاً أنّ الغذاء الغنيّ بالدهون المتحوّلة يؤذي صحّة الدماغ ليُهدّده بالألزهايمر أو الخرف. ولتفادي ذلك، لا بدّ من وضع حدّ للأطعمة المقليّة، والوجبات السريعة، والمصادر الحيوانية كاللحوم الحمراء، والكراكرز، والكوكيز، والكايك، والسمن، وبعض الأطعمة المثلّجة كالبيتزا.
وتلك المشبّعة
إنّ الحمية الغنيّة بالدهون المشبّعة والمصاحبة بأطعمة غنيّة بالصوديوم قد تسبب أمراض القلب، والسكّري، والبدانة، وغيرها من الأمراض المُزمنة. يُنصح بالحدّ من الدهون المشبّعة إلى 10 في المئة من السعرات الحرارية اليومية. ولبلوغ ذلك، لا بدّ من خفض كمية المنتجات الحيوانية المستهلكة، والتركيز على المأكولات النباتية مثل الخضار، والفاكهة، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والدهون الصحّية، كزيت الزيتون.
حامض الفوليك
إنه نوع من الفيتامين B موجود في الخضار الورقية الخضراء، والفاكهة، والفاصولياء، ورقائق الفطور المدعّمة. وهو يساعد الجسم على إنتاج خلايا جديدة، وهو مهمّ خصوصاً للحوامل، ويساعد على الوقاية من عيوب الأنبوب العصبي لدى الجنين. غير أنّ مجموعة أبحاث قد وجدت أنّ كبار السنّ الذين يستهلكون كمية كبيرة من حامض الفوليك قد يتعرّضون للاعتلال العصبي المحيطي، وهو نوع من تلف الأعصاب. لذلك يجب التحدث إلى الطبيب قبل الحصول على مكمّلات حامض الفوليك.
الحديد
إنّ الحديد مطلوب لوظائف كثيرة بما فيها نقل الأوكسجين من الرئتين إلى كافة أجزاء الجسم. ولكن مع التقدّم في العمر، تتغيّر غالباً الاحتياجات لهذا المعدن. على سبيل المثال، عندما تدخل المرأة مرحلة انقطاع الطمث، تنخفض متطلبات الحديد بشكلٍ ملحوظ. وفي حال الاستمرار بتناول جرعة أكبر من احتياجات الجسم، فإنها قد تدمّر الصحّة. وبالفعل، فقد تبيّن أنّ كثرة الحديد قد تتراكم في الأنسجة، خصوصاً في الكبد، والبنكرياس، والقلب، والمفاصل، والدماغ، وقد تتسبب بالسكّري وبعض أنواع السرطان. لذلك يجب استشارة الطبيب دائماً لمعرفة إذا كان من الآمن الحصول على مكمّلات الحديد.