تعاني محافظة بعلبك الهرمل من انقطاع متواصل للتيار الكهربائي لليوم الثالث على التوالي، ولم تترجم الوعود المتكررة بعودة التيار منذ يوم أمس على أرض الواقع، مما ألحق بالمواطنين خسائر فادحة، لجهة تلف مخزونات البرادات من المواد الغذائية والتموينية والأدوية والعلاجات التي تحتاج إلى تبريد، والعجز عن تأمين مياه الشفة من المضخات، وجفاف المياه في خزانات البيوت لعدم القدرة على سحب المياه من الآبار أو شراء الصهاريج لملء الخزانات، ناهيك عن العتمة الشاملة ليلاً، وإطلاق نفير الخطر بتوقف خدمات الاتصالات والأنترنيت.
وقد أجرى رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل حسين الحاج حسن اتصالات مكثفة مع مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان المهندس كمال حايك لمتابعة انقطاع الكهرباء عن محافظة بعلبك الهرمل خلال الأيام الماضية، وقال في تصريح: “أوضح المدير العام للمؤسسة أن الانقطاع شمل معظم المناطق اللبنانية بسبب نقص المحروقات، وبسبب الانخفاض الحاد على توتر الشبكة، مما أدى إلى خروج بعض معامل الإنتاج عن التغذية، كما ابلغنا سعادة المدير العام أن الأمور قيد المعالجة، وأنه من المتوقع أن تعود التغذية الكهربائية إلى بعلبك الهرمل بعد ظهر اليوم أو مساء كأقصى حد”.
كذلك قال النائب علي المقداد: “للأسف كما في كل مرة، عندما يصار إلى تخفيض الإنتاج في معامل إنتاج الكهرباء في لبنان هذه المنطقة تدفع الثمن غاليا، نعرف أن مشكلة الكهرباء هي مشكلة كل لبنان، ولكن هل يبحثون عن أعذار لقطع الكهرباء عن محافظة بعلبك الهرمل؟ فنحن بالأمس كسرنا الحصار عن لبنان وتحدينا أكبر قوة في العالم أميركا وحلفاءها، بينما اليوم لا نستطيع أن نفك الحصار عن محطة تحويل الكهرباء في بعلبك، لأن الكهرباء مقطوعة مركزيا من بيروت منذ ثلاثة أيام، بحجة أنه ليس هناك موظفون في مؤسسة كهرباء لبنان يلتزمون توجيهاتها وقراراتها، أو بذريعة أن موظفا لا يريد متابعة عمله لانه يتعرض لضغوطات، هذه الذرائع غير مقبولة على الإطلاق، وإن كان فيها شيء من الصحة فإن معالجتها تقع على عاتق مؤسسة كهرباء لبنان، ولا نقبل بأي شكل من الأشكال أن يتحمل كل أهالي وسكان محافظة بعلبك الهرمل تبعاتها بحرمانهم من التيار الكهربائي، مما يزيد على الناس الذين يعانون من الأزمات والضائقة الاقتصادية والمعيشية أعباء جديدة لا طاقة لهم على تحملها”.
وأشار إلى أن “عشوائية قطع الكهرباء واللامسؤولية في التعاطي مع قضايا الناس الحقت أضرارا كبيرة بالتجهيزات المنزلية الكهربائية، وأتلفت المواد الغذائية والأدوية التي تحتاج إلى تبريد لتخزينها، سواء في التعاونيات أو المؤسسات والصيدليات والمنازل”.
وأضاف: “نحن نعمل منذ يوم أمس على تهدئة الناس لثنيهم عن القيام بأي ردات فعل سلبية على الطرقات وأمام محطة التحويل ومعمل إنتاج الكهرباء المتوقف عن العمل في بعلبك لأسباب غير مقنعة، لقد تمنينا على أهلنا العجول عن تنفيذ الاعتصامات بالأمس حتى لا نعرض للخطر قافلة صهاريج المازوت القادمة لحل جزء من عجز الدولة اللبنانية تجاه مواطنيها ومؤسساتها الصحية والاستشفائية والإغاثية والاجتماعية والإنسانية، اما اليوم فلم يعد باستطاعة الناس التحمل أكثر، لأنهم ملوا من الوعود الزائفة بعودة التيار الكهربائي، ومن الانقطاع الدوري لأيام عدة كل فترة”.
وناشد المقداد “المسؤولين في مؤسسة كهرباء لبنان الذين تواصلت معهم جميعا في بيروت والبقاع، وعلى كل المستويات، بأن يبادروا إلى إعادة التيار الكهربائي اليوم إلى محافظة بعلبك الهرمل حتى لا نقع في المحظور، لأن الأمور لم تعد تطاق، وعلى القوى الأمنية تحمل مسؤولياتها في حماية المنشآت العامة”.