جاء في “المركزية”:
أن يتغيب رئيس حكومة سابق عن حفل التسلم والتسليم لرئيس حكومة جديد فهذا أمر ممكن ووارد، لأن تقاليد الحكم لا تحتم حضور السلف. لكن الظروف التي ستحول دون حضور رئيس الحكومة السابق حسان دياب في حفل التسلم والتسليم لرئيس الحكومة الجديد نجيب ميقاتي ترسم أكثر من علامة استفهام. فمغادرة الرئيس دياب لبنان إلى اسطنبول ومنها إلى الولايات المتحدة في زيارة عائلية – كما قال- تزامنت مع مذكرة الإحضار التي أصدرها المحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ طارق البيطار… في حين رجحت أوساط سياسية مطلعة أن يكون دياب تعمّد عدم الحضور رداّ على عدم مشاركة الرئيس الجديد نجيب ميقاتي في الاستشارات النيابية التي اجراها دياب عندما كُلف تشكيل الحكومة. فهل نجح دياب في إصابة عصفورين بحجر؟
وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي اعتبر في حديث لـ”المركزية” أن “تغيّب دياب لا يُفسر إلا بعملية هروب خوفا من مواجهة المحقق العدلي الذي استدعاه لتقديم إفادته في المعلومات التي يملكها في جريمة تفجير المرفأ. ومعلوم أن التقاليد المتعارف عليها في حفل التسلم والتسليم بين رؤساء الحكومات لا تفترض وجود الرئيس السابق. من هنا اعتبر أن حجة الزيارة العائلية التي تذرع بها دياب ليست إلا استباقا لعملية هروبه”. وأستغرب ريفي “هذه الخطوة التي قام بها دياب لأن المطلوب منه كان المثول أمام القاضي البيطار والإفادة عن الجهة التي حالت دون توجهه إلى المرفأ في اليوم الذي وقعت فيه جريمة التفجير، ومن أعطاه الأمر بالتراجع عن الزيارة التي كانت مقررة، خصوصا أن هذه المعلومة كانت كافية للتقدم في مسار التحقيق وكان يمكن أن يوفر على نفسه وعلى القضاء الكثير من الجدل وعلامات الإستفهام”.
انطلاقا من المعطيات المتوافرة أكد ريفي “أن كما كل اللبنانيين يعلم أن حسان دياب ليس مسؤولا عن شحنة نيترات الأمونيوم سواء لجهة إحضارها أو تخزينها ولو كنت مكانه لما أقدمت على خطوة الهروب من وجه العدالة وهو يعلم جيدا أن المعلومات التي سيدلي بها تفيد العدالة. جل ما في الأمر أنه كان يفترض به أن يدلي أمام البيطار عن الجهة التي منعته من زيارة المرفأ”.
وفي سياق الكلام عن الجهات المسؤولة أوضح ريفي “أن رئيس الجمهورية ميشال عون سبق واعترف بأنه تلقى تقريرا أمنيا قبل 14 يوماً من تاريخ 4 آب المشؤوم يتضمن معلومات عن وجود مادة نيترات الأمونيوم في العنبر رقم 12ومدى خطورتها. وكان يفترض به وانطلاقا من خلفياته العسكرية أن يطلب عقد اجتماع أمني طارئ في خلال 14 دقيقة لكنا تفادينا هذه الجريمة التي طبعت تاريخ لبنان بالدم والدمار”.
ولا يستبعد اللواء ريفي أن يكون فريق حزب الله أو إحدى الجهات التابعة للنظام السوري وراء عملية تهريبه بهدف عدم الإدلاء بإفادة مؤكدة عن الجهة التي وضعت نيترات الأومونيوم في المرفأ”. ورجح أن تطول مدة زيارته “العائلية” لتفادي المثول أمام المحقق العدلي.
وفي حال عودته، استبعد ريفي أن ينضم حسان دياب إلى نادي رؤساء الحكومات علما أن النادي اتخذ اخيرا مواقف داعمة له بعد استدعائه من المحقق البيطار وقال: “النادي هو بمثابة كيان ولا يخضع لأي وضع قانوني. واعتبر ان دياب لا يشبه رؤساء الحكومات السابقين المنضوين إليه. فهم انطلقوا من قاعدة شعبية وسياسية معينة، في حين أن دياب جاء بقرار من حزب الله وهذا ما دفعني ذات يوم لأقول بأن حسان دياب شكل إهانة لموقع رئاسة الحكومة وما زلت عند رأيي”.