اعتبر النائب والوزير السابق عن حزب الكتائب ايلي ماروني «ان البعدين الإقليمي والدولي، كانا الأقوى في تشكيل الحكومة اللبنانية، لاسيما البعد الإيراني والبعد الفرنسي، وهذا يؤكد ان المسؤولين في لبنان مازالوا مرتهنين للخارج، ايا يكن هذا الخارج، حيث دمروا بلدهم وأفقروا شعبه، بانتظار اشارة اقليمية ودولية».
وقال ماروني في تصريح لـ«الأنباء»: «لقد انتظر اللبنانيون طويلا ولادة حكومة من المستقلين والاخصائيين بعيدة عن الأحزاب والمحاصصة السياسية، لكن أملهم خاب مع الاعلان عنها، على الرغم من كفاءة البعض من أعضائها، الا انها جاءت ضمن المحاصصة الحزبية والسياسية، وتحمل الكثير من الثغرات، وكأن من بيدهم القرار لم يفهموا بعد، معنى ثورة شعب يريد الحياة، إذ مازالوا يمارسون السياسة التقليدية، وكأنه شيء لم يحصل او تغير، وبمطلق الأحوال تبقى العبرة بالأعمال والنتائج».
وأضاف» لاشك ان المهمة شاقة، والوضع كارثي على مختلف الصعد المالية والسياسية والاقتصادية والسياحية والبيئية والبنية التحتية، وامام هذه الحكومة مهمات اقل ما يقال فيها، بأنها يجب ان تكون منعقدة في حالة طوارئ، فاللبنانيون لم يعودوا يحتملون، لقد وصلنا الى الحضيض والفقر والانهيار، والحل بانتخابات مبكرة شفافة ونزيهة، ربما تنبثق منها سلطة سياسية جديدة تعمل على انقاذ لبنان واللبنانيين بعدما هاجر ربع شبابه، وسرقوا اموالهم عبر اللعبة المصرفية، الحل بوعي الشعب اللبناني، ان خلاصه بيده وان الانتخابات فرصة أخيرة للمحاسبة والتغيير نحو الأفضل، لبناء وطن المؤسسات والقانون والحقوق والواجبات حتى نعيد اللبنانيين اليه».
وقال: «ان العهد انتهى عمليا، والقصة مسألة وقت، والمحاصصة والمحسوبيات هي السائدة، وهذا اقل ما يقال عن عهد الرئيس ميشال عون، اذا اخذنا بعين الاعتبار الفترة الدائمة لتشكيل كل حكومة، او الفترة الضائعة، فهذه حكومة العهد الأخيرة التي نأمل ان تفعل شيئا ايجابيا لهذا الوطن الجريح، بدل الدمار الشامل على مدى خمس سنوات».
ورأى ماروني «ان الخاسر الأكبر هو لبنان واللبنانيين في اضاعة الفرص والوقت، لإنماء واعمار بلدهم، ولبنان خسر نتيجة انهيار اقتصاده وجنى عمر شعبه، المسؤولين اذا كانوا يحتسبون الانتصار بعدد الوزراء والحقائب التي حصلوا عليها، فهذا يؤكد انهم تجار الهيكل الذين دمروا هذا الوطن، الذين يجب محاسبتهم بدل تهنئتهم على ما فعلوه بهذا الوطن».
وأكد ماروني «ان المهمات الأساسية التي تنتظر الحكومة، جهودها ومحاولات اعادة لبنان الى عالمه العربي، لاسيما الخليجي، واتمام المصالحات بدل عزل لبنان، الذي تسبب به هذا العهد وحكوماته، وبالتالي يجب عودة العلاقات العربية والخليجية الى سابق عهدها، لأنهم أشقاء وأنقذوا لبنان ووقفوا الى جانبه في أصعب الأوقات والظروف، وساعدوه دون منة او تردد».