كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
ما تأكلونه على الفطور يُمهّد الطريق لبقية اليوم، لذلك من المهمّ جداً اختيار الأطعمة الصحيحة على الوجبة الصباحية، وتفادي الأنواع التي قد تقصّر الحياة على المدى الطويل.
يشكّل الطعام جزءاً كبيراً ممّا يصبح الدماغ، والعظام، والعضلات. ويُعتبر الغذاء السيّئ مسؤولاً عن الوفيات على مستوى العالم أكثر من أي مخاطر صحّية أخرى، بما في ذلك استخدام التبغ، وفق دراسة صدرت عام 2019 في «The Lancet».
وتشمل عوامل الخطر الغذائية الرئيسة للوفيات الحميات الغنيّة بالصوديوم، والمنخفضة بالحبوب الكاملة، والفاكهة، والخضار، والمكسّرات، والبذور، والأوميغا 3. ولعَيش أطول حياة مُمكنة، توصيكم الطبيبة دانين فرودج، من «Pritikin Longevity Center» في الولايات المتحدة الأميركية، بتفادي تناول هذه المأكولات على الفطور:
اللبن عالي السكّر
لا شكّ في أنّ اللبن هو طعام صحّي يمكن إدخاله على الوجبة الصباحية، غير أنه قد يكون غنيّاً بالسكّر المُضاف. مع مرور الوقت، ابتكر المصنّعون مزيداً من نكهات اللبن المستوحاة من الحلوى، والتي قد تحتوي على أكثر من 40 غ من السكّر للحصّة الواحدة، إستناداً إلى تقرير نُشر عام 2014 في «Nutrition Issues in Gastroenterology». غير أنّ ذلك قد يكون سيّئاً لمدة العيش، بحيث توصلت دراسة نُشرت عام 2014 في «JAMA Internal Medicine» إلى أنّ المشاركين الذين استهلكوا 17 إلى 21 في المئة أو أكثر من سعراتهم الحرارية اليومية من السكّر لمدّة 15 عاماً كانوا 38 في المئة أكثر عرضة للموت من أمراض القلب مقارنةً بالذين تناولوا أقل من 10 في المئة من كالوريهاتهم اليومية من السكّر. يجب الحرص على جعل كمية السكّر المُضاف تبلغ أقل من 10 في المئة من الوحدات الحرارية اليومية، بحسب «Dietary Guidelines for Americans». ولإدخال اللبن الصحّي إلى الفطور، يُنصح باختيار النوع اليوناني غير المُحلّى.
الغرانولا غنيّ بالسكّر
يمكن لأنواع كثيرة من الغرانولا أن لا تكون مليئة بالسكّر فحسب، إنما أيضاً بالملح والدهون. ومن هنا يمكننا ربط تناول الكثير من الصوديوم بتعزيز احتمال الإصابة بضغط الدم المرتفع، والذي يُعدّ السبب الرئيس لأمراض القلب والسكتات الدماغية. فضلاً عن أنّ كثرة الدهون قد تؤدي إلى مجموعة مشكلات صحّية تؤثر في مدة الحياة بما فيها أمراض القلب، والسكّري من النوع الثاني، وأمراض الجهاز الهضمي. يُشار أيضاً إلى أنّ ما تسكبونه على رقائق الفطور أو الغرانولا يُحدث فرقاً. وإذا كنتم تكتفون بحليب الشوفان، فستشعرون حتماً بالجوع لاحقاً. أمّا حليب البقر أو الصويا فسيؤمّنان بروتينات أكثر تضمن لكم الشبع طوال الصباح، وتُجنّبكم المبالغة في الأكل التي قد تسبب زيادة الوزن المرتبطة بمجموعة مخاطر صحّية.
الوجبات المثلّجة فائقة التصنيع
عندما يتعلّق الأمر بوجبات الفطور السهلة والسريعة، هناك خيارات كثيرة مثل الـ”Burritos”، وشطائر البيض النباتي. ولكن اعلموا أنه حتى لو كان الطعام بديلاً لآخر غير صحّي، مثل لحم الخنزير المقدد النباتي المجمّد، فهذا لا يضمن دائماً أنه صحّي. ولحياةٍ طويلة، لا بدّ من تفادي أي طعام مصنّع لأنه لا يحتوي على المغذيات المطلوبة للعيش والنمو. وبالتالي، إنّ الأطعمة الغنيّة بالسكّر والملح والدهون ليست جيّدة لطول العمر. ناهيك عن أنّ المأكولات المصنّعة هي من أهمّ مصادر الصوديوم في الحميات بما أنه يتم غالباً استخدام فيها الملح لِحفظها وإطالة مدة صلاحيتها، وفق “Academy of Nutrition and Dietetics”. وقد تبدو الكالوريهات في الطعام مقبولة، ولكن إذا بلغ الملح جرعات عالية، فذلك سيؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشكلات أخرى تعوق العيش الطويل.
ألواح الفطور
قد تكون ألواح الفطور خياراً سهلاً وسريعاً عند ضيق الوقت، غير أنها لن تُفيدكم لبقية اليوم. فصحيحٌ أنها قد تكون مرتفعة السعرات الحرارية، ولكنها لا تضمن الرضا، وبالتالي تدفع إلى عادات أكل سيّئة. كذلك، يمكن لألواح الفطور أن تكون غنيّة بالدهون، وعند المبالغة فيها خلال اليوم يمكن أن تسبب زيادة الوزن تؤثر في مدّة العيش. فمن المعلوم أنّ أي طعام يسبّب زيادة الوزن والدهون، خصوصاً في محيط الخصر، يسبب متلازمة الأيض المرتبطة بضغط الدم، والكولسترول، والسكّري، وأمراض القلب، والخرف، وغيرها من المشكلات الصحّية.
المخبوزات
تُعتبر المخبوزات، مثل الدوناتس والـ”Waffles” والـ”Pancakes” والـ”Croissants” أسوأ الخيارات للحياة الطويلة، فهي لا تحتوي على الكثير من المكوّنات المصنّعة فحسب، التي ترفع السكّر في الدم والإنسولين، إنما تولّد أيضاً التعب في وقت لاحق من اليوم وتزيد الشهيّة على الأطعمة غير الصحّية. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأنواع من المأكولات هي مصنّعة، باستثناء عند تحضيرها في المنزل بطريقة صحّية، مثل استخدام دقيق القمح الكامل وعدم إضافة السكّر، تَرافقاً مع الانتباه إلى الحصّة المستهلكة. كذلك، فإنّ المخبوزات المصنّعة قد لا تكون غنيّة بالمغذيات، وبالتالي إذا كنتم تعتمدون عليها في وجباتكم اليومية، فإنكم ستفتقدون إلى فيتامينات ومعادن مهمّة تساعدكم على العيش لأطول فترة مُمكنة.