جاء في نداء الوطن:
إذا كان الخارج صار ضنيناً على السلامة الامنية في لبنان في مقابل استهتار قوى الداخل، فمن البديهي القول، بحسب مصدر ديبلوماسي لبناني رفيع، “إن اي اتجاه الى سلوك مسار التصعيد السياسي لأجندات متنوعة ولغايات مختلفة أخطرها التقاطع على خلق ظروف لتطيير الاستحقاق الانتخابي النيابي هو ضرب من الجنون، لأن الخارج متأهّب لرسم مسارات تعاطٍ صارمة، منطلقها مجلس الامن الدولي لفرض اتمام الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها”.
وبحسب المصدر، “فإنّ الدفع الخارجي غير المسبوق، لا سيما الاميركي والاوروبي بقيادة فرنسا، لانجاز تشكيل الحكومة بالسرعة الممكنة (45 يوماً بعد تكليف الرئيس نجيب ميقاتي)، ما كان ليأخذ هذه الجدّية والحيوية وقوة الدفع لولا معطيات متلاحقة ترِد الى عواصم دول القرار المعنية بلبنان، في تقارير ديبلوماسية من سفاراتها في بيروت، كلّها تقاطعت حول سعي قوى اساسية في لبنان لفرض التمديد للمجلس النيابي الحالي، من خلال فرض وقائع تجعل امكانية اجراء الانتخابات مستحيلة، الامر الذي يفتح الواقع الميداني اللبناني على شتّى الاحتمالات”.
وفي التقييم الخارجي للوضع اللبنانــي، بحسب المصدر، أنّه “كلّما تعزّز الاستقرار السياسي وأخذ المنحى الطبيعي بين حدّي التنافس الديموقراطي والمسؤولية الوطنية، كلّما خفّت اثقال الاعباء الملقاة على الاجهزة العسكرية والأمنية، وفي طليعتها الجيش اللبناني الذي يتحمّل الأعباء الكبرى في الحفاظ على الاستقرار الامني وحماية السلم الاهلي، في ظلّ ظروف صعبة جداً، لوجستياً ومالياً، ومقولة الاستقرار السياسي هو الاساس في الاستقرار الأمني وبدء مسار المعالجات الاقتصادية ليس شعاراً ممجوجاً انّما حقيقة مثبتة”.
ونظراً لجسامة المخاطر التي تحيق بلبنان، فإنّ الهــمّ الداخلي المتعاظم لم يُصرف الجيش عن تزخيم الجهد في متابعــة الخلايا الارهابيـــة النائمة او المتحرّكة، فمديرية المخابرات بمختلف فروعها في المحافظات والمناطق، تعطي ملفّ متابعة الخلايا الارهابية والعصابات الاجرامية، التي تنشط في تصنيع المخدّرات وتجارتها وترويجها وعمليات السطو والسلب، الاولوية القصــوى، وهي بحسب معلومات خاصة بـ “نداء الوطن” حقّقت “نجاحات مهمّة على هذا الصعيد ترصدها الجهات العسكرية والامنية في الدول الشقيقة والصديقة، التي لا تتأخّر في الثناء والإشادة بالمستوى المحترف من الاداء الامني الذي تمكّن من تحقيق انجازات على صعيد محاربة الارهاب والمخدّرات”.
وتكشف المعلومات الخاصة “بأنّ انجازاً نوعياً جديداً حقّقته مديرية المخابرات في الجيــش، ساحته منطقة الشمال، من خــلال الكشـــف عن خلية ارهابية خطيرة تم توقيف عدد من افرادها بينما القسم الآخر خارج لبنان، وانه في الايام القليلة المقبلة، وبعد الانتهاء من التحقيقات اللازمة والإجراءات المتّبعة، سيُعلن عن هذا الانجاز في بيان رسمي، ممّا يؤكد أنّ عين مديرية المخابرات، وبمتابعة واشراف من قيادة الجيش، مفتوحة على مدار الساعة، لمنع إعادة عقارب ساعة الارهاب الى الوراء”.
وتشيــر المعلومــات الى أنّ “الكثير من الانجــازات التي تتحقّق على صعيد محاربة الارهاب، تبقى طي الكتمــان لاعتبارات امنيــة صرفة تتّصل بوجوب عدم الافصاح لترابط المهام مع متابعات أمنية اخرى لها طابع الخطورة والأهمية الاستثنائيـــة، والمهمّ على هذا الصعيد هو انكباب القوى السياسية على تعزيز الاستقرار السياسي والبدء بمعالجة القضايا الحياتية الملحّة، حتى يتمكّن الجيش من تركيز كامل الجهد على حماية الحدود وصَون الداخل من المخاطر الامنية، لا سيما تلك التي لها أصول وفروع ارهابية”.
وتؤكّد المعلومــات “أنّ التهويل بانفلات الوضع امنياً في لبنان لا ينطبق على الواقع، خصوصاً في ظلّ الوعي الشعبي المحتضن لكلّ الاجراءات المتّخذة عسكرياً وأمنياً، لحماية المواطن والوطن، والمطلوب من المشتغلين بالسياسة عدم الخلط بين الصراع والتنافس السياسي والواقع الأمني، عبر إطلاق إشاعات او فبركة خبريات أمنية لتوظيفها سياسياً ولا أساس لها من الصحّة”.