كتب ميشال أبو نجم في “الشرق الاوسط”:
اختار رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أن تكون باريس وجهته الخارجية الأولى. فقد جاء في برنامج الرئيس إيمانويل ماكرون الرسمي الذي أذيع أمس أن سيلتقي ميقاتي على غداء عمل ظهر بعد غد الجمعة، وذلك رغم انشغال باريس بخلافها مع الثلاثي الأميركي – الأسترالي – البريطاني ومشاغلها في الساحل وترقبها للانتخابات الألمانية.
وبحسب مراقبين في باريس، فإن تخصيص الرئيس ماكرون في هذا الوقت لبنان ممثلاً برئيس وزرائه بلقاء وغداء عمل، يعكس استمرار اهتمامه بالوضع اللبناني رغم التأخير والعقبات التي أجهضت طيلة عام مبادرته الإنقاذية.
وكان ماكرون سباقاً في الترحيب بتشكيل حكومة ميقاتي التي طال انتظارها، معتبراً أنها «خطوة لا غنى عنها»، ومؤكداً الحاجة إلى «امتثال السياسيين (اللبنانيين) للالتزامات التي قطعوها من أجل السماح بتنفيذ الإصلاحات اللازمة لمستقبل لبنان وتمكين المجتمع الدولي من تقديم المساعدة الأساسية له». كما وعد ماكرون بالدعوة إلى مؤتمر دولي يكون غرضه مد يد العون للبنان ولكنه ربط ذلك بالحكومة أولاً وبالتزامها بإجراء الإصلاحات التي تضمنتها المبادرة الفرنسية.
ورغم أن صورة الحكومة الجديدة والظروف التي آلت إلى إبصارها النور والجدل الذي أثير حول صفقة فرنسية – إيرانية تزامنت مع تساهل أميركي أو محاصصة حزبية لا تتوافق مع ما شدد عليه ماكرون، إلا أن مصادر فرنسية اعتبرت أن وجود حكومة «أمر بالغ الأهمية لملء الفراغ المؤسساتي والسماح لبنى الدولة أن تعمل خصوصاً» بعد ما يقارب السنة على وجود حكومة تصريف أعمال.
وينتظر أن يسفر لقاء ميقاتي مع الرئيس الفرنسي عن تعبير متجدد لما تنوي باريس القيام به إن على الصعيد الجماعي من خلال مجموعة أصدقاء لبنان أو على الصعيد الفردي من مشاريع وخطط للمساعدة على إنهاض الاقتصاد اللبناني.