Site icon IMLebanon

في طرابلس: الأزمات تشتد والناس بلا مساندة

كتب مايز عبيد في نداء الوطن:

تستمر الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وتمر أيامها ثقيلة جداً على الأهالي في مدينة طرابلس، بعدما بلغ الفقر فيها ما بلغه في ظل ارتفاع جنوني في أسعار جميع المواد التي تدخل في شأنهم الحياتي. ومع اقتراب موسم المدارس وفصل الشتاء وما يترتب على ذلك من مصاريف إضافية، تحار العائلات والأهل من أين يأتون بالمال، في حين لم يعد معاش الموظف يكفيه لدفع فاتورة إشتراك مولد الكهرباء، ناهيك عن غير الموظفين وما أكثرهم. وفي وقت تطبق الهيئات التعليمية في القطاع الرسمي إضرابها المفتوح ولا موعد محدداً لعودة المدارس، وترتفع الأقساط في المدارس الخاصة في طرابلس، فإن جيلاً من الطلاب في المدينة بكامله مهدد بضياع سنته الدراسية؛ والأهالي لا حول لهم ولا قوة.

أهل الحلّ والعقد ومن يسمون بالفاعليات الطرابلسية على تنوع مستوياتهم التمثيلية، غائبون بالكامل عن مشاكل أبناء المدينة. فالناس في طرابلس متروكة وسط هذا الزحام كلٌ يدبّر نفسه بنفسه. ووسط هذا الخضم، تكوي أسعار السلع والمواد الغذائية وغيرها الجيوب، فتقضي على أي ليرة قد يفكر المواطن أن يأتي بها من هنا أو هناك. ويتساءل عن دور دار الإفتاء والمفتي مما يجري، وأين المجلس البلدي الطرابلسي من كل ما تعيشه عائلات طرابلس من مآسٍ، وأين المحافظ والأجهزة الرقابية التابعة له؟ وأين النواب فرسان المدينة الثمانية من كل ما يجري، ولماذا لا يقفون إلى جانب أهلهم وناسهم على مسافة أشهر قليلة من موعد الإنتخابات؟

كل تلك أسئلة لا إجابة لها. في المقابل يحاول الطرابلسي البسيط التعبير عن حاله الصعب بالنداءات والدعوات إلى التجمع والإعتصام لأنه لا يملك أكثر من ذلك. من بين تلك الدعوات دعوة وزعت أمس على وسائل التواصل الإجتماعي ومجموعات “الواتساب” حملت توقيع “لجنة متابعة أحرار الشمال” وفيها: “أهالي طرابلس الحبيبة انتم مدعوون للمشاركة في إقامة صلاة الجمعة في ساحة النور. النقاط التي سنتكلم عنها: تقاعس دار الفتوى، تقاعس البلدية، تقاعس وزارة الاقتصاد عن مراقبة الأسعار، تقاعس زعماء المدينة، رواتب الموظفين التي اصبحت بتفويلة تنكة البنزين، الكهرباء والاشتراكات. يا أبناء طرابلس متى تغضبون وتطالبون بحقوقنا المهدورة؟ كونوا معنا يوم الجمعة القادم في 24 / 9 /2021 لنؤدي صلاة الجمعة مع الخطبة ونرفع الصرخة عالياً بوجه كل متقاعس كائناً من كان”.

ومع أن الدعوة لم تجد الرواج الواسع في أوساط الرأي العام الطرابلسي؛ وسواء استطاعت تأمين الحشد الواسع في ساحة النور أم ظلت دعوة في أروقة المجموعات والتواصل الإجتماعي، إلا أنها بما تضمنته من خطوط عريضة، تعبّر عن واقع حال المدينة وأهلها وتشكّل لسان حال الكثير من أبنائها الذين يجدون أنفسهم يواجهون كل هذه الصعوبات بمفردهم ومن دون أي دعم أو مساندة.