كتب مايز عبيد في نداء الوطن:
على مقولة آخر الدواء الكي، فضّل المواطنون رفع الدعم عن البنزين وارتفاع سعره ليتوفر في المحطات، على الوقوف في طوابير الذل أمامها ليل نهار لتعبئة سياراتهم بالوقود. لكنّ هذه الزيادة كما يبدو لم تؤد إلى الحل المنشود، وكأنّ لا حل لأزمة الطوابير في لبنان لا سيما في مناطق الشمال. فقبل 4 أيام وصل سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان إلى 202.400 ليرة و 98 أوكتان إلى 209.300 ليرة لبنانية، وهو أعلى سعر تصل إليه الصفيحة بنوعيها على سعر صرف 14 ألف ليرة للدولار الواحد، لكنّ أزمة البنزين لم تتغير.
وبعد 4 أيام على رفع الأسعار، ظن الناس أنه مع هذا الإرتفاع الكبير، ستخف حدّة الزحمة والطوابير أمام المحطات، لكنّ شيئاً من هذا القبيل لم يحصل. فمعظم محطات عكار وطرابلس لا زالت مقفلة، والبنزين مفقود منها، ومن تفتح منها تصطف السيارات أمامها بالطوابير. أمام هذا الواقع يستمر الأهالي في عكار والمنية وطرابلس بالإتجاه صوب مناطق البترون وجبيل لتعبئة سياراتهم ما يتسبّب بطوابير أمام محطاتها، وبعض المواطنين يقصدون مناطق أبعد وصولًا حتى عمشيت وجونية لتزويد سياراتهم بالبنزين.
المحطات في البترون وجبيل حدّدت امس سقف التعبئة ما بين 150 و200 ألف ليرة لبنانية، أي أقل من صفيحة بنزين واحدة. وأبدى المواطنون والقادمون من خارج المنطقة تذمّرهم من الأوضاع منتقدين تمنّع أصحاب المحطات في مناطقهم عن تعبئة الوقود رغم ارتفاع الأسعارعلى هذا النحو. وقال هاشم جنيد من عكار: “لم أجد انتهازيين وتجار أزمة أكثر من أصحاب المحطات في طرابلس وعكار، في اي وقت تأتي إليهم تجدهم بحالة إقفال بحجة عدم وجود بنزين وفي الليل يبيعون ما لديهم لتجار السوق السوداء، لكن من سيحاسب هؤلاء طالما لا دولة تراقب أو تحاسب”؟
وأكد صاحب محطة في البترون لـ”نداء الوطن” أن على أصحاب المحطات في طرابلس وعكار استلام محروقات لا سيما مادة البنزين وفتح محطاتهم أمام أهالي المنطقة، لتخفيف الضغط والطوابير وإراحة الناس “لأن المشوار من عكار إلى البترون وجبيل صار مكلفاً بعد ارتفاع البنزين، مشيراً الى ان الطلب عليه بشكل عام سيخف بسبب هذا الإرتفاع، “لكن الأمور بحاجة إلى خطوة تفتح معها المحطات في كل المناطق وعلى الدولة أن تضغط على المحطات التي لا تفتح ولو وصلت الأمور إلى حدّ سحب ترخيصها”.
الإرتفاع الأخير واجهته السوق السوداء برفع سعر الغالون الواحد إلى 260 ألف ليرة. ومع الحديث عن رفع الدعم التام عن المحروقات أواخر أيلول، ما سيرتّب ارتفاعاً إضافياً في أسعار المحروقات، فقد بات اللبناني وبالأخص من لم تتلوث يداه بسوق سوداء ويتورط بأعمال تشبيح على المحطات، يتمنى رفع الدعم النهائي بالغاً ما بلغ سعر الصفيحة على ان يقف في طوابير لساعات طوال. لسان حال أكثرية المواطنين يقول: “لتتوفر المادة في المحطات ولتعد الأمور كما كانت، وسنمشي على قاعدة: لكل مشوار بنزينه”.