جاء في “المركزية”:
يزور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لبنان، بعد انتهاء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك ضمن جولة للمنطقة تشمل بيروت ودمشق، بحسب ما كشف مصدر ديبلوماسي لبناني لوكالة “سبوتنيك” الروسية. وكانت وسائل إعلام إيرانية أفادت بأن عبد اللهيان التقى في نيويورك بعدد من وزراء خارجية الدول الغربية والعربية، أبرزها مع مسؤولين سعوديين. والتقى على هامش الاجتماعات مع وزراء خارجية السعودية، الكويت، قطر، مصر، الأردن، تركيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، إضافة إلى فيتنام وفنزويلا. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد غرَّدت على “تويتر” أن أمير عبد اللهيان، عقد ما وصفته باجتماع متابعة لاجتماعات تمت خلال قمة بغداد في 28 آب الماضي.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، لا يمكن المرور على زيارة الدبلوماسي الايراني لبيروت مرور الكرام، فهي حمالة رسائل ولها دلالات كثيرة في ظل التطورات السياسية المحلية منها والاقليمية، وفي ظل التقلّبات الاستراتيجية المتسارعة. فالمسؤول الايراني المتشدد الذي اختاره الرئيس ابراهيم رئيسي على رأس “دبلوماسيته” اثر تولّيه مقاليد الحكم في الجمهورية الاسلامية، سيصل الى بيروت غداة تشكيل الحكومة اللبنانية التي ما كانت لتبصر النور لولا تفاهم فرنسي – ايراني، وعلى ما يبدو تضيف المصادر، فإن الزيارة يُراد منها تثبيت الدور الايراني في التسوية السياسية الوليدة، مع محاولة للقول للداخل والخارج، ان هذه التسوية ميّالة أكثر لطهران، ووضعت بيروت قلبا وقالبا في المحور الايراني، خاصة اذا ما كان وصوله الى بيروت سيسبق وصول وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان قيل انها ستحصل في قابل الايام.
والجدير ذكره ان عبداللهيان يحلّ ضيفا علينا بينما خط طهران – بيروت النفطي فُتح بقوة، وانطلقت حركة السفن الايرانية المحملة بالمازوت “المحظور” أميركيا، بقوة وزخم، عبر البرّ، آتية من سوريا الى البقاع، غداة ابصار الحكومة النور، وقد ذهب كثيرون الى القول ان الحكومة استُقبلت بـ”عراضة” صهاريج ايرانية اخترقت حدود الدولة بلا حسيب او رقيب، فيما هي صمتت عن هذا “الخرق” واكتفى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بالاعراب عن حزنه لهذه الخطوة، في مشهديّة كرّست غلبة ايران وحزب الله وفريق 8 آذار، على الحكومة والحكم في لبنان، خاصة وان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يعلّق لا من قريب ولا من بعيد على ما حصل ويحصل، سيما وان القوافل الايرانية لا تزال تتقاطر من سوريا الى لبنان.
وفي انتظار ما سيقوله الرجل من بيروت وأجندته ومَن ستشمل، تقول المصادر ان شكل الزيارة وتوقيتها وادراجها ضمن جولة تشكل دمشق ايضا، عوامل كافية بحد ذاتها لتحديد اهدافها وابعادها: “بيروت ساحة من ساحات نفوذنا”.. فهل يغض المجتمع الدولي العربي والخليجي والغربي عن الامر الواقع هذا ويرضى بدعم الحكومة الجديدة اذا هي نجحت في الاصلاحات الاقتصادية؟ ام انه يشترط ايضا تصويبا للبوصلة السيادية الاستراتيجية؟!