دعا رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب “الحكومة الحالية أن تكمل ما بدأته الحكومة السابقة في موضوع العلاقات مع سوريا وأن تطوّر هذه العلاقة لأنها المخرج الوحيد للبنان”.
ولفت، في كلمة له خلال رعايته ورئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان حفل افتتاح “حديقة الشهيد محمد أبو ذياب”، إلى أن “أرسلان كان في طليعة مَن دعا الى الخيار العربي وبوابته الشقيقة سوريا، واليوم تثبت كل الأحداث أن هذه النظرة هي النظرة الصحيحة، ونظرة المستقبل، والنظرة التي ستربح في النهاية، وأن هذه النظرة هي الوحيدة التي يمكن أن تحمي لبنان وتخلصه وتكون المخرج له”.
كلام وهاب جاء خلال ، على رأس وفد من الحزب، وعضو تكتل “لبنان القوي” النائب الدكتور ماريو عون، ونائب الأمين العام لحركة النضال اللبناني طارق الداوود، واللواء علي الحاج، نائب رئيس الحزب الديمقراطي نسيب الجوهري، مستشار أرسلان المحامي فرحان أبو حسن، وأعضاء المجالس البلدية والهيئات الاختيارية والفعاليات الثقافية والاجتماعية والتربوية والصحية ووفد من المشايخ والأهالي، أكّد خلاله على الوقوف والسير خلف مشورة المشايخ الأجلاء لأنهم “القادرون على توجيهنا وتوحيدنا بما يحمي أهلنا وجبلنا، ويشكلون المرجعية الأولى التي نحتكم إليهم ولمشورتهم عند كل استحقاق لصيانة الوجود وأخذ الدور الذي نسعى إليه لنكون بالموقع الذي درجنا عليه عبر التاريخ”.
ورحّب وعاب بالحضور، وقال: “أخي وصديقي ورفيقي محمد، لمثلك تليق الحدائق، ولفروسيتك تصبح الأشجار سيوفاً تلمع فوق هامتك الصلبة، ولأنك الابن الحبيب الذي ابتعد عني جسداً وبقي في مشاعري ووجداني، ولأنك مقيم بين أفراد عائلتي وبلدتي، لذا جعلت من إقامتك بجوار دار البلدة منتدى لكل طفل وشاب وشيخ وأم، فكلما أتينا الدار بأي مناسبة كانت سوف نلقاك كرحباً كما هي عادتك التي تربيت عليها، جامعاً للكلمة والشمل، ومحباً لكل الناس بمختلف توجهاتهم وميولهم. أفتقدك يا حبيبي اليوم، أكثر من أي يوم مضى، أيّها العاشق الذي بذل روحه من أجل روحي، ودفع دمه بدلاً عن دمي، فكنت الأمين المؤتمن وكنت البيرق الشامخ دفاعاً عن كرامة وعزة بلدتك وجبلك، فمهما فعلت ومهما اجتهدت لتكريمك لن أفيك إلا القليل القليل، فيما أنت أعطيت الكثير بل أسمى ما تملك في هذه الحياة روحك ودمك”، مضيفًا: “إنك أيها الشهيد علمتنا الكثير من شهادتك وأعطيتنا بحراً من عطائك الذي لا ينضب، فغدوت علماً للتوحيد ومشعلاً للوحدة ومنارة على دروب الحق والكرامة والعنفوان”.
وتوجّه وهاب الى إرسلان بالقول: “أما أنتم يا عطوفة الأمير، فمنذ اللحظة الأولى وقفت كبيراً كعادتك وتاريخك، لذا نحن سنمضي سوياً ولن يبدّلنا أي موقف عن الثبات الى جانبك في السرّاء والضراء. إنكم يا عطوفة الأمير تعرفون هذه البلدة جيداً، فهي مازالت متمسكة بجذورها ولن يرهبها غزوة، ولن تحيد عن ثوابتها، فهي والموت صنوان، متى كان الموت سبيلاً وطريقاً للحياة الحرة الكريمة.
وتابع: “نحن أهل التوحيد، هذه هي تقاليدنا وعاداتنا، فما يصيب عضواً من ضرر، تتداعى لنصرته سائر الأعضاء، لذا سنجعل من هذا الجبل معكم ومع كل القوى والشخصيات المؤمنة بهذا النهج، ملاذاً للوحدة والحياة الآمنة والاستقرار الاجتماعي. وعهدنا لأهلنا جميعاً ولمشايخنا الأجلاء خصوصاً، أن يبقى عملنا مقروناً بالوقوف عند خاطرهم، وحسن دعائهم، وأن تبقى عمائمهم الشريفة البيضاء تضلل وجودنا، فهي خميرة الحكمة والعقل والتوحيد.
وأردف: “وعليه يا عطوفة الأمير، وبمعيّتكم، نتقدّم من كافة مرجعياتنا الدينية وبالأخص شيخنا الجليل الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ، وشيخنا الفاضل الشيخ أبو محمد صالح العنداري، وشيخنا الشيخ أنور الصايغ، وكل مشايخ البياضة ومعصريتي وبيصور وراشيا والشوف وعاليه والمتن بوافر الاحترام والتقدير فهم القادرون على توجيهنا وتوحيدنا بما يحمي أهلنا وجبلنا، ويشكلون المرجعية الأولى التي نحتكم إليهم ولمشورتهم عند كل استحقاق لصيانة الوجود وأخذ الدور الذي نسعى إليه لنكون بالموقع الذي درجنا عليه عبر التاريخ. وهنا لن أنسى شيخنا، الشيخ أبو علي سليمان أبوذياب، الذي حالت ظروفه الصحية دون حضوره بيننا، والذي وقف معنا في أصعب الأوقات كالسيف في موقفه، لم يتراجع يوماً عن قول كلمة الحق، لأنه آمن بالحكمة الشريفة التي تقول “الساكت عن الحق شيطان أخرس”.
وختم وهاب كلمته بالقول: “عطوفة الأمير، نحن وإيّاك لم نختر يوماً إلا الطريق السياسي الصحيح الذي يحمي هذا الجبل ويحمي هذه الطائفة، أنتم كنتم في طليعة مَن دعا الى الخيار العربي وبوابته الشقيقة سوريا، واليوم تثبت كل الأحداث أن هذه النظرة هي النظرة الصحيحة، أن هذه النظرة هي نظرة المستقبل، أن هذه النظرة هي النظرة التي ستربح في النهاية، وأن هذه النظرة هي الوحيدة التي يمكن أن تحمي لبنان وتخلصه وتكون المخرج للبنان، لذا ندعو الحكومة الحالية أن تكمل ما بدأته الحكومة السابقة في موضوع العلاقات مع سوريا وأن تطوّر هذه العلاقة لأنها المخرج الوحيد للبنان”.