اعتبر وزير الزراعة عباس الحاج حسن، خلال استقباله وفد “منتدى بعلبك الإعلامي”، في دارته ببلدة شعث، أن “الواقع صعب جدا لكنه غير مستحيل، وزيارة الرئيس نجيب ميقاتي للعاصمة الفرنسية باريس ولقاءه الرئيس ايمانويل ماكرون إيجابية جدا، والأجواء تؤكد أيضا أن الدعم الفرنسي متجدد”. وقال: “حكومة لبنان ووزارة الزراعة، تحتاجان إلى دعم كل الدول الصديقة والشقيقة، والدول العربية بالتحديد، حتى نصل إلى مرحلة من التعافي الاقتصادي والتعافي الزراعي، مما يضمن بقاء المزارعين في أراضيهم وتخفيف أحزمة البؤس المنتشرة، إن كان في ضواحي العاصمة بيروت أو في باقي المناطق”.
وأضاف: “أوجه نداء من خلال هذا اللقاء الإعلامي إلى الدول المانحة والصديقة التي لطالما دعمت لبنان، إلى المنظمة الأممية وإلى كل الهيئات التي تدعم المزارع اللبناني، ونحن في وزارة الزراعة نضع خطة سنتقدم بها إلى كل هذه الهيئات، ليصار إلى إيجاد تمويل مشاريع تستهدف صغار المزارعين، والمزارعين المتوسطي الدخل، وأيضا كبار المزارعين، حتى تكون هناك دورة اقتصادية زراعية متكاملة في القريب”.
وردا على سؤال عن خطة الوزارة لإعادة إحياء مساحات الحرائق وإمكان تحصين المحميات من التعديات عليها وقطع أشجارها، قال: “أكبر جرم يحصل اليوم هو ما يحدث في البيئة بشكل عام والمحميات بشكل خاص، والتي يتم الاعتداء عليها، بالإضافة إلى الحرائق الهائلة التي أكلت الكثير من هكتارات الأحراج، إن كان في منطقة بعلبك الهرمل أو في منطقة عكار أو الجنوب، ولا شك في أن هذه الثروة غالية على قلب كل لبناني، ولبنان الأخضر لطالما تغنينا به، ولكن في حال بقيت الأمور على ما هي عليه، هناك تهديد حقيقي وخطير لثروتنا الحرجية، لذا المطلوب اليوم وضع استراتيجية من وزارة الزراعة، والتعاون مع وزارة البيئة والوزارات المختصة، وعلى وزارة الداخلية والبلديات وفوج إطفاء بيروت أن يؤديا دورا مركزيا في تأمين كل ما يلزم لإنقاذ المساحات الخضراء”.
وتابع: “نحن في وزارة الزراعة سنبذل كل جهد في سبيل وضع المحميات الطبيعية ضمن سلم أولوياتنا، وخلال الشهرين المقبلين سنقدم الشتول للمزارعين والبلديات والاتحادات البلدية. لا شك في أن الأزمة كبيرة في ما خص المحميات التي نتغنى بها، وبعض المحميات تضاهي أكبر المحميات في العالم، ليس من حيث المساحة، ولكن من حيث نوعية الأشجار وعمرها الذي يتعدى 400 سنة في بعض المحميات في جرود السلسلة الغربية المطلة على البقاع، أو جرود السلسلة الغربية من جهة جبل لبنان”.
وبالنسبة إلى شكوى المزارعين من كساد موسم التفاح وإنتاج البطاطا، قال: “كل عام هناك صرخة من مزارعي التفاح، واليوم الصرخة أكبر لأن الأزمة ضاغطة، وخصوصا أزمة المازوت وكلفة البرادات. زارني عدد كبير في الوزارة من السادة النواب والمحافظين والفاعليات والجمعيات الأهلية لعرض أزمة كساد موسم التفاح، وفي الحقيقة، تحركت فور استلامي مهامي في الوزارة باتجاه الدول العربية الشقيقة التي لطالما كان لها أياد بيضاء في هذا المضمار، وأخذنا وعودا من عدد من سفراء هذه الدول بمضاعفة الكميات التي تصدر من لبنان إليها”.
واعتبر أن “أزمة التفاح هي أزمة وطن، ولكن سنحولها إن شاء الله في القريب إلى حل بالتعاون بين وزارة الزراعة ووزارتي الاقتصاد والخارجية، مع التنويه بأن الجهود تتضافر في هذه الحكومة، في سبيل تخفيف وطأة الأزمة عن مزارع التفاح في جبل لبنان على امتداده أو في البقاع وبعلبك الهرمل، وصولا إلى إقليم التفاح في الجنوب، مع التأكيد بأن أزمة التفاح في طريق المعالجة، لا بل قطعنا شوطا كبيرا في هذا المضمار، ونأمل أن تنتهي هذه الأزمة إن شاء الله بطريقة إيجابية جيدة، لما فيه مصلحة المزارع والاقتصاد”.
وختم الحاج حسن: “نحن أيضا أمام معضلة ثانية في موضوع تنظيم استيراد البطاطا وتصديرها، لأن هناك فترات معينة نصدر فيها البطاطا إلى الدول العربية الشقيقة، ومتابعة هذا الملف أساسي ومحوري ومركزي بالنسبة إلينا، فالأزمة الاقتصادية ضاغطة، والمزارع تحمل الكثير من الأعباء، وعانى غلاء المحروقات وارتفاع كلفة التسميد والأدوية الزراعية وخلاف ذلك، بما تتطلبه عملية الإنتاج”.