كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:
في 14 كانون الثاني 2022 تحل الذكرى الثالثة على انهيار حائط الدعم على أوتوستراد شكا – حامات. ثلاث حكومات تعاقبت. ثلاثة وزراء أشغال تعاقبوا وسيدخل العهد القوي في سنته السادسة ويغادر القصر ولا يجد “الحيط” من يتبناه ويدعمه.
وإن سألت أي “نفر” في معسكر الرئيس أو أي “منظّر” عمن منع العمل على هذا الشريان الحيوي الذي يعيد حركة السيارات الوافدة من الشمال إلى بيروت إلى طبيعتها لأجاب: “دائماً تتأتى العرقلة من خصوم العهد الساعين إلى إفشاله” الأفضل لك ألّا تسأل. لن تصل إلى مكان. العهد كاد ينجح لو تركوه يشتغل ونقطة على السطر.
وواقع الأمر أن السيد الرئيس حقق نجاحاً منقطع النظير في “التغريد الوعظي” المتواصل، ونجح في إحياء المجلس الأعلى للدفاع، ونجح في قيادتنا في دروب الفقر والعوز والعز واشتهاء الرز وفي دفع شبابنا إلى الهجرة، ونجح في صرف ما بقي من احتياطي على قطاع الفشل، ونجح في وضع التدقيق الجنائي على السكة الصحيحة ومن يعش سيرى التران، ونجح في الإمساك بقرني ثور وبقي أن يبطحه، ونجح في نقل لبنان من عصر إلى عصر، من عصر التكنولوجيا إلى مطالع القرن العشرين، وتتويجاً للنجاحات تمكن العهد، بجهود جبارة أذهلت الأمم، من استملاك “شقفة أرض لقطة” لبناء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار.
في المقابل فشل في معالجة أزمة النازحين السوريين، على الرغم من الصلات الطيبة بين “الرئاسة” والنظام ومن إيكال الملف إلى من هم في خط الممانعة قلباً وقالباً.
وفشل في إعادة أي من المخفيين قسراً في السجون السورية إلى أهله. فهؤلاء ليسوا أسرانا وليسوا أولوية.
وفشل في استرجاع ما بقي من أرضنا المحتلة، أي تلال كفرشوبا وقرية الغجر ومزارع شبعا.
وفشل في خمسة أعوام بعقد جلسة واحدة لا أكثر لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية أو للتعارف بين مدعويها.
وفشل في إعادة لبنان إلى الحضن العربي مكتفياً بالحضن الإيراني.
وفشل في كل “المشاريع الجبرانية” من السدود إلى المعامل إلى البواخر. حتى التنقيب عن النفط فشل. قداحة غاز ما عبينا.
وفشل العهد القوي في كسر الحظر الموضوع على لبنان الرسمي الخاضع لسلطة المرشد الأعلى.
وفشل في بناء قضاء مستقل. ومن نافل القول أن سعادة القاضية غادة عون ليست مثالاً يحتذى.
وفشل في إطلاق حل مستدام لأزمة النفايات. الحلول على الورق موجودة وبكميات تفيض عن السوق المحلي.
وفشل أيضاً، أيما فشل، في تفسير حب الجماهير له.