تشكيل الحكومة في لبنان بعد سنة ونيف من الكباش السياسي والتحاصصي على حقائبها لم يحد حتى اليوم من وتيرة الانهيار الذي اصاب البلاد اذ لا تزال الازمات المالية والمعيشية على صعوبتها، والقادم من الايام يشير الى تفاقمها مع التوجه الى المرحلة الثالثة لرفع الدعم النهائي عن أسعار المحروقات في حين تغض السلطة واهل الحكم النظر عن المأساة التي يعيشها اللبنانيون العاجزون عن توفير الحد الادنى من مقومات الحياة، وينصرفون الى العمل لضمان التجديد لهم انتخابيا في الاستحقاق المرتقب في الربيع المقبل بعدما نجحوا في أنتاج انفسهم حكوميا.
وفي هذا السياق تقول اوساط سياسية معارضة ان التيار الوطني الحر يحاول الافادة من التشرذم المخيف والحاصل للقوى السياسية ويعمل على توظيف تحالفه مع حزب الله المتماسك الوحيد على الساحة بعد سقوط التحالفات التي أبرمها وتشرذم الجبهات القائمة، الا ان سقف هذا التحالف وأفقه يبدوان ضيقين لتضارب المصالح والاجندات لقيادة الحزبين وفق المراقبين الذين يستبعدون ان يتكرر في الاستحقاق الرئاسي العام 2022 ما حصل عام 2016 عندما تمسك الحزب بترشيح العماد ميشال عون وعطل اجراء الاستحقاق لمدة سنتين ونصف السنة عاشتهما البلاد في فراغ رئاسي انتهى بوصول عون الى سدة الرئاسة من ضمن تسوية ابرمها مع رئيس المستقبل الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع سرعان ما انهارت بعد اقل من عامين. لذا يستبعد المراقبون أن يتمسك الحزب بترشيح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للرئاسة لاكثر من أعتبار ومنها الوعد الذي قطعه لرئيس تيارالمردة سليمان فرنجية مقابل أنسحابه من خوض الاستحقاق العام 2016 لمصلحة عون.
عضو كتلة لبنان القوي النائب أسعد ضرغام يقول لـ”المركزية”: “لا شك في أن التيار الوطني الحر على تحالفه الانتخابي مع حزب الله وهو قد باشر الاتصالات والمشاورات معه حول الموضوع كما انه يجري تفاهمات مع العديد من الشخصيات المستقلة وحتى مع بعض قيادات المجتمع المدني”.
ويلفت الى أن “التحالفات السياسية هي غير الانتخابية وهذا لا يمنع من قيام تفاهمات بين قوى متباعدة سياسيا ولكل منها رؤيتها للامور والعكس صحيح بدليل أن التيار والحزب في الانتخابات الماضية لم يكونا على أئتلاف في بعض الاقضية الانتخابية واجرى كل منهما التفاهمات المناسبة لمصلحته بما يؤمن الفوز لمرشحيه”.
وعن الكلام الرئاسي والمساعي المبذولة لتعبيد طريق بعبدا أمام رئيس التيار الوزير جبران باسيل يقول ضرغام: “ان التيار يرفض الكلام في الموضوع قبل أنهاء الرئيس العماد ميشال عون ولايته وحتى اليوم الاخير منها. ومن الآن الى ذلك الحين هناك المزيد من الوقت ويحلها الف حلال”.