كتب جان الفغالي في نداء الوطن:
يبدو أن وزير الإعلام جورج قرداحي الذي يحرص على وضع مصطلح “حضرة” قبل اسم الرئيس أو الوزير، قد يفوز بلقب “سعادة ” بعد لقب “معالي”.
ففي المعلومات ان قرداحي سيكون على لائحة الشيخ فريد الخازن الذي يسعى إلى أسماء مرشحين يشكِّلون لائحة قوية في مواجهة “لوائح اقوياء” بدأت معالمها ترتسم تباعاً. جورج قرداحي، وزير الإعلام الحالي، ليس طارئاً على السياسة، وليس الوحيد من الإعلاميين الذين عبروا من الصحافة إلى الوزارة، ولا حتى إلى النيابة وإلى السلك الديبلوماسي، وخير مثالين في إسمي راحلين من مثل الوزير والنائب والصحافي، جان عبيد، والاستاذ غسان التويني.
لكن حال قرداحي مثيرة للإهتمام، فهو بمقدار ما كان مستقلًا في الإعلام، بمقدار ما بدا “ملتزماً” على طريقته بمَن يُرشِّحه او يختاره، نيابياً او وزارياً.
في العام 2013، ترددت معلومات ان “التيار الوطني الحر” يفكِّر في ترشيح قرداحي إلى الانتخابات النيابية المقبلة في دائرة كسروان. فوجئ نجم “مَن سيربح المليون” بنشر الخبر لكنه لم ينفِه.
بعد اربعة أعوام على الخبر كان “الغداء الصاعِق”.
في ايلول من ذلك العام أولم جورج قرداحي لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية في دارته في فيطرون، في الغداء خاطب قرداحي المدعوين: “أنتم أهلي وأصدقائي ولا سيما الوزير فرنجية”. كان ذلك قبل سبعة أشهر من موعد الانتخابات النيابية.
بعد أربعة أعوام على وليمة فيطرون، كان القرار من رئيس تيار المردة بالتوافق مع حليفه وعضو كتلته النيابية الشيخ فريد الخازن، بتسمية وزيري المردة من كسروان.
ضربة “المعلِّم”، او بشكلٍ ادق “ضربة المعلِّمين” ربما تُستَكمَل بترشيح الوزير قرداحي على لائحة الشيخ فريد الخازن. لِمَ لا؟ فموسِم الإنتخابات بدأ، والزيارات والجولات انطلقت، وتبدو كسروان سبَّاقة بعدما “أَغار” عليها انتخابياً رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مفتتحاً المعركة من بلدية جونيه بزيارة رئيسها جوان حبيش.
ومن التوزير إلى تسمية مرشحين، بات يُنظَر إلى الشيخ فريد الخازن كأحد الاطراف الرئيسيين على الساحة الكسروانية، فبات يُقال: “لائحة الشيخ فريد، لائحة نعمت، لائحة التيار، لائحة القوات،… ”
انطلاقاً من هذا المعطى، هناك تحولات كبرى في المزاج الإنتخابي الكسرواني يحتاج إلى دراسةٍ متأنية للرد على الاسئلة التالية:
أين موقع الاحزاب والتيارات، وتحديداً التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب، في انتخابات 2022؟ هل ما زال حجمها على ما هي عليه؟ فحين “يستنجد” التيار الوطني الحر بالشيخ جوان حبيش، وحين تفتش القوات اللبنانية عن مرشحين جدد لدخول لائحتها، فهذا يعني بالنسبة إلى كثيرين ان “الكلمة في الصناديق” عادت إلى العائلات والمستقلين وربما الثورة او المجتمع المدني او الإنتفاضة، أكثر منها للأحزاب والتيارات.
من هذه البوابة، كيف يدخل “عرَّابو” اللوائح، إذا صحّ التعبير؟
التيار يدخل بخسارة بعض نوابه من دورة 2018. القوات تدخل مُحافِظَة على مقعدها وباحثة عن مقعد آخر بين كسروان وجبيل.
النائب نعمت افرام يدخل بـ “يافطة جديدة”.
الشيخ فريد الخازن يدخل مدججاً بوزيرين احدهما ربما يكون على لائحته.
ليس تفصيلاً أن يرتد الناخبون في كسروان عن الأحزاب والتيارات ويعودوا إلى “كنف العائلات”، وهذا الإنكفاء له ما يبرره:
في الإجمال، لم يلمس ناخبو كسروان اي “قيمة مضافة” في جهود نواب الأحزاب والتيارات منذ أنتخابهم في أيار 2018، فعادوا إلى “مرجعياتهم المناطقية” بعدما افتقدوا الخدمات مع نواب الأحزاب والتيارات.
“رونق” معركة كسروان هذه المرة من خلال المعطيات التالية:
التيار لم يختَر في الحكومة الجديدة اي وزير من كسروان، على غرار ما كان يحدث سابقاً من خلال توزير منصور بطيش وندى البستاني. وهذه نقطة ضعف تُحسَب عليه.
القوات خارج لعبة السلطة التنفيذية ما يحرمها من كثير من الخدمات، وهذه نقطة تُحسَب عليها وليس لها.
النائب المستقيل نعمت افرام خارج السلطتين التشريعية والتنفيذية وخارج تكتل لبنان القوي بعدما خرج منه قبل ان يستقيل من النيابة، وخطّ لنفسه حركة سياسية تتجاوز نطاق كسروان، ولم يُعرَف تاثيرها حتى الساعة.
النائب فريد الخازن نائب وعضو كتلة نيابية سمَّت وزيرين من كسروان، وهذه نقطة تُحسَب له وليس عليه، ويبقى كيف سيتم “تسييل” هذا المعطى في الإنتخابات النيابية المقبلة؟ وهذا وقفٌ على اداء الوزيرين: قرداحي وقرم.